أربك «الإخوان المسلمون» في مصر أمس الساحة السياسية باتخاذ مجلس شورى الجماعة قراراً بترشيح نائب مرشدها خيرت الشاطر للإنتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، رغم تعهد سابق بعدم المنافسة على الرئاسة، ما يمثل تصعيداً في المواجهة مع المجلس العسكري الحاكم على خلفية فشل الطرفين في التوصل إلى مرشح «توافقي» للمنصب الأرفع. وأعلن الأمين العام ل «الإخوان» محمود حسين في مؤتمر صحافي مساء أمس بعد اجتماع لمجلس شورى الجماعة استمر لساعات وأحيطت مجرياته بسرية شديدة، أن الجماعة ستطرح مرشحاً في الانتخابات التي يغلق باب الترشح لها في العاشر من الشهر الجاري، رداً على «التهديدات التي تواجه الثورة». لكنه لم يسم المرشح، موضحاً أن مجلس الشورى كلف مكتب الإرشاد «اتخاذ الإجراءات»، قبل أن يعلن المرشد محمد بديع ان الشاطر قبل الترشح وقدم استقالته من الجماعة. والشاطر (62 عاماً) من صقور الجماعة وأهم قادتها. ولوحظ نفوذه الكبير بوضوح بعد سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك، وفرار الشاطر من سجنه على خلفية قضية «ميليشيات الإخوان». وأثار إسقاط المجلس العسكري الحاكم العقوبة عن الشاطر الشهر الماضي تكهنات بأنها تمهيد لترشحه. ومثّل مكتب الشاطر، وهو أيضاً رجل أعمال، قِبلة لمعظم المسؤولين الأميركيين الذين زاروا القاهرة منذ مطلع هذا العام. ومن شأن ترشيحه تفتيت الكتلة التصويتية للتيار الإسلامي التي يدعم قسم كبير منها المرشح السلفي حازم صلاح أبو اسماعيل. كما أنه يطرح علامات استفهام في شأن مستقبل العلاقة بين «الإخوان» والمجلس العسكري إضافة إلى مستقبل العلاقات مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل.