ردت حركة الإخوان المسلمين على الانتقادات التي طالتها بسبب تأسيسية الدستور، وقال مرشدها محمد بديع في مؤتمر جماهيري في بني سويف أمس "كل برلمانات العالم هي التي تضع الدستور، ولكن لأن الإخوان هم الأغلبية بالمجلس تقوم الدنيا ولا تقعد". واتهم بديع وسائل الإعلام وشبهها ب"سحرة فرعون"، الذين جمعهم لسحر أعين الناس وإرهابهم وقال "الشيطان الذي أوحى لسحرة فرعون هو الذي يوحي للإعلاميين الآن بأن يوهموا الشعب بأن الإخوان هم بديل الحزب الوطني وهم من سيدمرون البلاد". إلى ذلك برزت بوادر خلافات داخل الجماعة حول ترشيح أحد قياداتها في انتخابات الرئاسة. وكان مجلس شورى الحركة قد ناقش خلال اجتماعه أمس إمكانية الرجوع عن القرار السابق بعدم الترشح للرئاسة، وهو ما قد يزيد من تفتيت أصوات الناخبين، ويشعل المعركة الانتخابية، خاصة أن هناك تيارا داخل الجماعة ينادي بترشيح أحد من قياداتها أمثال الأستاذ الجامعي خالد عودة، أو رئيس الحزب محمد مرسي، أو القيادي خيرت الشاطر، وذلك بعد رفض المستشار طارق البشري ورئيس مجلس القضاء الأعلى المستشار حسام الغرياني. إلى ذلك تجمع الآلاف أمام محكمة القضاء الإداري التي نظرت في الطعون المقامة على قرار البرلمان بتشكيل "اللجنة التأسيسية" للدستور، وطلب المحامي عن الإخوان أحمد أبو بركة الدفع بانتفاء صفة ومصلحة المدعين مقيمي الطعون ضد قرار تشكيل اللجنة التأسيسية، واضطر القاضي إلى رفع الجلسة بعد حدوث جلبة عدة مرات في قاعة المحكمة. وطالب نقيب المحامين سامح عاشور المجلس العسكري بالتدخل لحماية الأمة مما وصفه ب"دستور الأغلبية". وقال متسائلا "هل يقبل المجلس أن يضع الدستور تيار بعينه دون باقي التيارات؟ وهل من الضروري أن يتوافق الجميع على الدستور أم تحتكره الأغلبية"؟ من جهة أخرى عقد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة محمد حسين طنطاوي اجتماعا مع قيادات الأحزاب الممثلة في البرلمان أمس وذلك بهدف رأب الصدع الذي عمقته اللجنة بصياغة الدستور الجديد، بعد "استحواذ الأغلبية البرلمانية على معظمها من حزبي "الحرية والعدالة"، و"النور" السلفي".