في مشهد جديد يعيد للأذهان قضية «قائمة ال19 السوداء» التي تسربت للإعلام وأثارت جدلاً واسعاً في الساحة الفنية الخليجية، وكان مصدرها رأس الهرم الإداري ب «جمعية المنتجين والموزعين السعوديين» محمد الغامدي، عادت اللجنة هذا العام لإصدار قائمة جديدة بعد قائمتي «الشرف» و«العار» التي ظهرت بعد أسابيع قليلة من اندلاع الثورة السورية وقسّمت الفنانين بحسب موقفهم منها، وجاء في صدارة القائمة - التي لم تكتمل حتى الآن - الفنان المصري الشهير عادل إمام، والفنانان السوريان دريد لحام ومواطنه عباس النوري. إذ يؤكد محمد الغامدي رئيس جمعية المنتجين والموزعين السعوديين اعتزامه إصدار قائمة بأسماء الفنانين المؤيدين لمواقف النظام السوري بعد مضي أكثر من عام كامل على بداية الثورة، ومنعهم من العمل مع مؤسسات الإنتاج السعودية، وعاب الغامدي على من سمّوا أنفسهم الفنانين عدم الاكتراث بمشاهد القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل على مدى سنة كاملة ليلتزموا الصمت، قبل أن يخرج بعضهم بمواقف معلنة تؤيد النظام السوري وما يرتكبه في البلاد. وأضاف الغامدي في حديثه إلى «الحياة» مساء أمس: «لا أعرف كيف يسمي هؤلاء أنفسهم فنانين وهم أبعد ما يكونون عن ذلك، الفنان ضمير الأمة وصوتها المسموع، أين هم عن القمع والقتل والتنكيل وآلاف الجثث الملقاة في شوارع المدن السورية؟ كنا نجد العذر لكل الفنانين في بداية الثورة في عدم إيضاح مواقفهم خوفاً على حياتهم وحياة أسرهم، أما الآن فلم يعد هناك عذر يكفي لأن يكون الفنان جباناً»، وحول ضم الفنان عادل إمام إلى القائمة قال الغامدي: «حديث الفنان عادل إمام الأسبوع الماضي إلى موقع قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالعربية - إن صح - وتمجيده الرئيس السوري وقوله: «أنا مع بشار وسأدعمه حتى النهاية» وعزمه التوجّه إلى دمشق لتوجيه التهنئة للرئيس السوري لأنه لم يسقط، يعد أمراً مخزياً ويدعو للأسى، ولهذا سيكون شأنه شأن مناصري النظام من الفنانين السورين مثل دريد لحام وعباس النوري وبقية القائمة». وكانت «الحياة» نقلت في عددها الصادر الأحد 28 آب (أغسطس) 2011 استغراب الجماهير السعودية من استضافة برنامج «سباق المشاهدين» رأس قائمة «العار» السورية عباس النوري في البرنامج، إذ دوّن اسمه أول الأسماء المؤيدة لنظام الأسد، وهو ما أثار غضباً واسعاً في الأوساط السورية قبل أن ينتقل الغضب إلى المتابعين في العالم العربي، وصاحب ظهور النوري في «سباق المشاهدين» تحديداً صخب إعلامي واسع، خصوصاً أن البرنامج أصدر بيانه الصحافي الذي يؤكد مشاركته في الحلقة الختامية قبل أيام من عرضها من دون مراعاة لمشاعر الشعب السوري أو الشعوب العربية كافة التي تنكّر لها فنان اقتات على إعجابها لسنوات.