قال رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية إن الوفد المصري الذي زار مدينة رام الله أخيراً قدم اقتراحات لإزالة نقاط الخلاف بين حركتي «فتح» و«حماس»، أبرزها ملف المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، فيما قال القيادي في «فتح» إبراهيم أبو النجا إن الفصائل سترد على أسئلة مكتوبة للوفد خلال أسبوعين. وأشار هنية في حديث للصحافيين على هامش مشاركته في حفلة تخريج حفظة القرآن الكريم في حي الزيتون جنوب مدينة غزة أمس الى أن «الوفد المصري جمع نقاط الخلاف المتعثرة بين فتح وحماس، وقدم حلولاً لطرحها خلال جولة الحوار السابعة». وأكد أن «حماس جاهزة للاجتماع مع قادة فتح لإنهاء الخلافات الحاصلة والتوصل إلى مصالحة تضمن تحسين الوضع الأمني والمعيشي للشعب الفلسطيني». وقال: «جاهزون لتقديم استحقاقات الاتفاق الوطني الذي يستعيد الشعب الفلسطيني من خلاله وحدته الوطنية ووحدته الجغرافية، لأن ما يتعرض له شعبنا أكبر بكثير من الخلاف الداخلي». وكان الوفد الأمني المصري برئاسة مساعد مدير الاستخبارات العامة المصرية اللواء محمد إبراهيم أنهى أول من أمس زيارة لمدينة رام الله عقد خلالها سلسلة لقاءات مع قادة الفصائل الفلسطينية الذين اطلعوا على رؤية مصر لإنهاء الانقسام. وجاءت زيارة الوفد غداة فشل «فتح» و«حماس» في التوصل الى اتفاق للمصالحة خلال الجولة السادسة الأخيرة التي عقدت في الفترة بين 28 و30 من الشهر الماضي. ويهدف الوفد من الزيارة الى تقليص الفجوة بين موقفي الحركتين من القضايا الخلافية استباقاً للجولة المقبلة من الحوار في 25 الشهر الجاري التي تريد مصر لها أن تكون الأخيرة وتتوج باتفاق ينهي حال الانقسام. أبو النجا من جهته، كشف عضو المجلس الثوري في «فتح»، مفوض التعبئة الفكرية والإعلام في اللجنة القيادية العليا للحركة في القطاع إبراهيم أبو النجا أن الوفد الأمني المصري «سلّم مندوبي الفصائل المختلفة أسئلةً ستحدّد الإجابةُ عنها مصيرَ جلسة الحوار الوطني المقبلة». وقال في تصريح إن «الأسئلة تتعلّق بالمعتقلين السياسيين، واللجنة الأمنية، ومقدمات الإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية». وأضاف أن «الفصائل ستسلّم ردودها على الأسئلة خلال الأسبوعين المقبلين»، معتبراً أن «الإجابات ستحدّد مصير جلسة الحوار المقبلة المقررة في 25 الجاري». ودعا الفصائل إلى «إنجاح الحوار الوطني وتجاوز العقلية التي كانت سائدةً في السابق»، وقال: «يجب أن ينجح الحوار بعقلية غير تلك التي كانت سائدة، وبغير الأفكار المسبقة والشروط التي توضع أمام نجاح الحوار»، في إشارة الى ما تصفه «فتح» تعنت «حماس». واعتبر أن «أي حوار توضع أمامه شروط سيكون مصيره الفشل، وأن القضية تكمن في وجود نيات حقيقية أم لا». ولفت الى إن «تطوراً حدث» أثناء لقاء الوفد الأمني المصري قادة الفصائل في رام الله خلال الأيام الثلاثة الماضية، معرباً عن أمله في أن يكون التقدم «ملحوظاً». وأشار إلى أن الوفد الأمني المصري الذي غادر رام الله الى القاهرة أول من أمس «يراهن على الحرص الفلسطيني على إنجاح الحوار»، داعياً إلى «الكف عن وضع شروط جديدة في أي حوار مقبل». بدوره، دعا القيادي في المبادرة الوطنية الدكتور عائد ياغي الى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وقال خلال مهرجان شعبي حاشد تحت شعار «الوحدة الوطنية طريق الانتصار» نظمته المبادرة في مدينة غزة أمس احتفالاً بالذكرى السابعة لتأسيسها، وحضره نواب وشخصيات رسمية ووطنية إن «المبادرة عملت على انتزاع زمام المبادرة من الاحتلال الإسرائيلي وسعت الى إنهاء حال الشرذمة والانقسام التي أضعفت الموقف الفلسطيني وألحقت ضرراً بالمشروع الوطني». وحض على «إنهاء الانقسام» وعودة «فتح» و«حماس» وبقية الفصائل الى الحوار الوطني الشامل. ودعا أبناء الشعب الفلسطيني، وفي مقدمهم القوى الوطنية والإسلامية، الى «القيام بفعاليات شعبية للضغط على فتح وحماس لإنهاء الانقسام بسرعة حتى تعود اللحمة لشطري الوطن». من جانبه، قال القيادي في «حماس» إسماعيل رضوان أن الحركة «حريصة على تحقيق الوحدة الوطنية في ظل المؤامرات التي تحدث ضد الشعب الفلسطيني من حصار وتهويد للقدس». وأضاف أن «التحديات خطيرة ما يستلزم من الجميع أن يحقق الوطنية الفلسطينية من اجل مواجهة المؤامرات الإسرائيلية»، رافضاً «التدخلات الخارجية والتعامل الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي».