بكين - ا ف ب - رسم رئيس الوزراء الصيني وين جياباو امام البرلمان برنامج حكومته لهذه السنة من اجل صين قوية في مواجهة الصعوبات الاقتصادية العالمية وحركات تمرد مزارعيها والخصومات في اسيا. يتضمن برنامج الحكومة الذي عرضه وين اثناء خطابه التقليدي عن السياسة العامة امام الجمعية الوطنية الشعبية المجتمعة في جلسة عامة في قصر الشعب في بكين نموا منخفضا واستقرارا اجتماعيا في الارياف وجهودا عسكرية اضافية. ولخص وين جياباو طيلة ساعتين تقريبا التحديات التي ستواجهها الصين حيث يرتسم في الافق وصول مسؤولين جدد الى القيادة. وفي اجواء الازمة المستمرة في اوروبا والتحسن الاقتصادي الخجول في الولاياتالمتحدة، وهما الشريكان الرئيسيان للصين، قلص ثاني اقتصاد في العالم هذه السنة طموحاته في نمو اجمالي الناتج الداخلي لتصبح الى 7,5 في المئة مقابل 8 في المئة العام الماضي، كما اعلن رئيس الوزراء. وقد ولى الزمن الذي كان بامكان الصين ان تسجل خلاله، كما في العام 2010 (10,4%)، معدلات نمو تفوق العشرة بالمئة في اجمالي ناتجها الداخلي. وبعد تسجيله 9,2 في المئة العام الماضي، فان النمو سيسجل في 2012 تباطؤا وسيتراوح، بحسب الاقتصاديين، بما بين 8 و8,5 في المئة، مع العلم ان كل اهداف الحكومة تم تجاوزها باستمرار. وامام حوالى ثلاثة الاف مندوب، بعضهم بالزي العسكري او بالزي القومي، اكد وين جياباو رغبة بكين في اعادة تحريك الاصلاحات الاقتصادية التي توقفت، بحسب مراقبين، منذ سنتين او ثلاث سنوات، وخصوصا عبر الحد من ثقل قطاع الدولة الذي لا يزال مع ذلك ضخما. وتامل الصين في "كسر الاحتكارات" و"تشجيع الرساميل الخاصة للدخول الى مؤسسات السكة الحديد والبلديات والمالية والطاقة والاتصالات والتعليم والعناية الطبية"، كما قال رئيس الحكومة بما يتوافق مع التوصيات الاخيرة للبنك الدولي. وستتم متابعة التضخم عن كثب على الرغم من تراجعه. واعلن وين جياباو الهدف نفسه للعام الماضي، وهو 4 في المئة للعام 2012، بعد معدل حقيقي من 5,4 في المئة العام الماضي. ومع اقتراب انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي الذي سيصادق في تشرين الاول/اكتوبر على وصول مسؤولين جدد في هذا البلد الذي يعد 1,35 مليار نسمة، للسنوات العشر المقبلة، اشار رئيس الوزراء الى اهميةالحفاظ على السلم الاجتماعي وخصوصا في الارياف التي تهزها حركات تمرد ضد العمليات التعسفية في مصادرة الاراضي. وقال ان "حقوق المزارعين بالارض التي يعملون فيها بالتعاقد والتي بنيت عليها منازلهم (..) هي حقوق ملكية منحهم اياها القانون ولا يمكن لاحد ان ينتهك هذه الحقوق". وادلى وين جياباو بهذه التصريحات غداة انتخاب لجنة بلدية في قرية ووكان (جنوب) المتمردة حيث طرد السكان الكوادر المحليين الفاسدين الذين كانوا يصادرون اراضيهم منذ سنوات لبيعها لمتعهدين. واضاف رئيس الوزراء "سنعمل باهتمام لتحديد وتسجيل وكفالة ملكية الاراضي". ووعد ايضا بحكم "نظيف" و"عقوبات قاسية للكوادر الفاسدين". وبشان الفجوة المتعاظمة بين الاغنياء والفقراء، اكد وين جياباو ان بكين "ستطيح بسرعة بهذه النزعة المتمثلة بالفارق المتنامي في العائدات". وعلى الصعيد العسكري، ستسرع الصين هذه السنة تحديث جيشها -- الاكبر في العالم لجهة عديده -- كما قال غداة الاعلان عن زيادة تفوق العشرة بالمئة في موازنة الدفاع (11,2%). وقال رئيس الوزراء الصيني "سنعزز قدرات القوات المسلحة لتنجز سلسلة من المهام بينها الاكثر اهمية وهي الانتصار في حروب محلية عبر استخدام تكنولوجيا المعلومات". وهذه التصريحات يمكن ان تعزز قلق الولاياتالمتحدة التي اعلنت في نهاية 2011 "عودتها" الى المحيط الهادىء. وكذلك جيران الصين الذين يبدون قلقهم من الطموحات البرية لبكين مع زيادة النزاعات حول السيادة البحرية.