كشفت دراسة علمية حديثة عن أن 80 في المئة من المهندسين السعوديين في المملكة لا تتجاوز أعمارهم 45 عاماً، وأن معظمهم يعملون في القطاع العام بوصفه أكثر أماناً، على رغم أن القطاع الصناعي الخاص أكثر دخلاً وأكبر فرصاً للتدريب والتطوير. ودعت الدراسة التي أجراها فريق بحثي برئاسة المهندس صالح بن عبدالرحمن العمرو، ودعمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، تحت عنوان «منهجية التدريب والتطوير المهني المستمر للمهندسين في المملكة»، الجامعات وكليات الهندسة في المملكة إلى تفعيل دورها في مجالي التدريب الهندسي والتعليم المستمر الموجه للمهندسين، وتبني سياسات وتخصيص موارد للتعليم والتدريب خاص بالمهندسين في مواقع العمل، إضافة إلى إسهام الجمعيات، وأرباب العمل، ورؤوس الأموال في تدريب المهندسين الجدد، نظراً لقلة البرامج الهندسية المتخصصة في التدريب الهندسي وعدم وجود معايير ومقاييس منهجية للتدريب الهندسي واعتماد البرامج التدريبية ذات الفاعلية. وأظهرت الحاجة إلى تبني خطة وطنية بعيدة المدى تركز على الاستثمار في القوى البشرية في مجالات الهندسة من خلال الاهتمام بالتدريب وفق أسس استراتيجية تتمثل في اعتماد إطار وطني شامل لتدريب المهندسين وتطوير مستواهم المهني بشكل مستمر، بحيث يتم وضع غايات عليا للتدريب والتعليم الهندسي المهني المستمر والإنفاق عليه وفق أسس محددة ومنهجية واضحة مع إيجاد آليات لتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في مجال التدريب والتطوير عبر إيجاد معاهد ومراكز للتدريب الهندسي المتخصص وتأسيس مجلس يُعنى بهذا الأمر. وأوصت بضرورة إجراء مسح للبرامج التدريبية المتاحة في المجالات الهندسية المختلفة في المملكة ومقارنتها بالبرامج التدريبية العالمية، وتحديد الأداء المنهجي لهذه البرامج وتقويمه ومدى مقدرة هذه البرامج على تلبية حاجات التدريب من حيث الكم والكيف، إلى جانب اقتراح معايير الجهات التي تقوم على البرامج التدريبية ومستواها الفني، والمعايير للبرامج التدريبية، وتحديد العلاقة بين الأداء المهني للمهندسين والبرامج التدريبية المتاحة، واقتراح خطة وطنية بعيدة المدى للتدريب الهندسي واقتراح الآلية المناسبة لتطبيقها. واعتمدت الدراسة في بحثها على استبانات وُجِّهت لطلاب الهندسة في الجامعات، وأعضاء هيئة التدريس، وعموم المهندسين، ومتخذي القرار، بهدف الوقوف على حقيقة الممارسة المهنية لمهنة الهندسة في المملكة، وانتهت بتحديد أربعة مستويات مهنية للمهندسين هي: (مهندس، ومهندس مشارك، ومهندس محترف، ومهندس مستشار)، كما تم تحديد المسؤوليات والصلاحيات المهنية لكل مستوى، ومتطلبات الحصول عليها.