تل أبيب، واشنطن، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – قبل ايام من استقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، أوردت صحيفة «هآرتس» أن المسؤولين الاسرائيليين يتهمون نظراءهم الأميركيين بإطلاق «تصريحات متناقضة» في شأن البرنامج النووي الايراني، مشيرة الى أن الدولة العبرية تريد ان يشترط الغرب وقف طهران تخصيب اليورانيوم، لاستئناف المفاوضات معها. ولفتت «هآرتس» الى ان المسؤولين الاسرائيليين «مختلفون عميقاً في شأن شنّ هجوم على ايران في الشهور المقبلة، لكنهم موحدون في مسألة فيض تصريحات متناقضة أطلقها مسؤولون اميركيون خلال الاسابيع الاخيرة، في شأن البرنامج النووي الايراني»، معتبرين ان ذلك «يقوّض جهود زيادة الضغط على طهران». ونقلت عن مسؤول اسرائيلي بارز ان تصريحات المسؤولين الأميركيين «جعلت ايران تعتقد بأن لا خطر حقيقياً لهجوم على برنامجها النووي، وأن لا حاجة لوقفه». وأضافت ان مسؤولين اميركيين انتقدوا مراراً نظراء اسرائيليين، بسبب «ثرثرتهم» في شأن ايران، لكن مسؤولين اسرائيليين ينتقدون نظراءهم الاميركيين للسبب ذاته. ولفتت الى ان مسؤولاً اميركياً يتحدث يوماً عن إبقاء «كل الخيارات على الطاولة» في شأن ايران، ثم يعتبر أي هجوم مقوضاً للاستقرار. ونسبت «هآرتس» الى مسؤول بارز في الخارجية الاسرائيلية ان الدولة العبرية تريد من الولاياتالمتحدة والدول الغربية اشتراط وقف ايران تخصيب اليورانيوم، لاستئناف المفاوضات معها. وتوقّع ان يناقش نتانياهو هذه المسألة، خلال لقاءاته في واشنطن، معتبراً أن لا نية حقيقية لدى الايرانيين، للتفاوض في شأن برنامجهم الذري، بل يسعون الى كسب الوقت. وذكّرت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن نتانياهو قال لأوباما حين كان الأخير عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي، وزار اسرائيل قبل اربع سنوات: «حين تصبح رئيساً، ستمرّ مسائل كثيرة على مكتبك، لكن القضية الأكثر أهمية، ستكون منع ايران من امتلاك اسلحة نووية». «التزام مقدس» وخلال اجتماع في نيويورك لجمع تبرّعات لحملته الانتخابية، قال اوباما، في اشارة الى الشرق الأوسط: «أحد أهدافنا على المدى البعيد في هذه المنطقة، هو العمل في شكل لا يُترجم فيه التزامنا المقدس إزاء أمن إسرائيل، فقط بتقديم القدرات العسكرية التي تحتاجها، وأو بتأمين تفوقها العسكري الضروري في منطقة خطرة جداً». وأضاف ان على الولاياتالمتحدة ان تتعاون مع اسرائيل «في محاولة لإطلاق سلام دائم في المنطقة. وهذا صعب». وخلال الاجتماع خاطبت امرأة من الحضور اوباما، قائلة: «مارسوا نفوذكم! لا للحرب على إيران». ورد الأخير: «لم يعلن أحد الحرب على إيران، لا داعي للتسرع». في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن «العقوبات خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن لا نرى أي استعداد لدى النظام الايراني، للتخلي عن تطلعاته النووية». وقال: «لا نزال ننتظر. نريد أن نؤمن بأن المجتمع الدولي سيتمكن من معالجة هذا التهديد، لكننا نبقي على كل الخيارات مطروحة». روسياوإيران وفي تطوّر لافت، أعلن مصرف «في تي بي 24» المملوك للدولة في روسيا، إغلاق حسابات موظفي السفارة الايرانية في موسكو، لأسباب «تجارية»، نافياً نيته مصادرة تلك الأرصدة. وقال ناطق باسم المصرف: «هذا ليس تجميداً للأرصدة ولا مصادرة. المصرف متفق مع السفارة الايرانية لدفع رواتب (موظفيها)، لكن هذا الاتفاق لا مردود له من وجهة نظر تجارية: هذا يمثل 35 بطاقة (دفع)، نصفها غير مستخدم، وثمة 10 أشخاص فقط هم زبائن فعليون» للمصرف. وأشار الى أن المصرف أبلغ السفارة بذلك، قبل أكثر من اسبوع. لكن السفير الايراني في موسكو سيد محمود رضا سجادي كتب على مدوّنته أن مسؤولي المصرف أمروا بإغلاق حسابات موظفي السفارة، وهددوا بمصادرة الأرصدة الباقية فيها، اذا لم يسحبوها قبل الخميس. واعتبر ان «سلوك المصرف فظّ وغير مهني ويحدث في دولة من العالم الثالث، كما اتهمه ب «الإذعان للولايات المتحدة».