توجه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الى واشنطن حيث سيناقش «تهديد» البرنامج النووي الإيراني، فيما أشارت تقارير صحافية إلى أن رسائل إلكترونية لوكالة «ستراتفور» الأميركية الخاصة للاستخبارات والتحليل الاستراتيجي، بدأ موقع «ويكيليكس» نشرها أمس، تفيد بمعلومات غير أكيدة فحواها أن إسرائيل «دمّرت» البنية التحتية للمنشآت النووية الإيرانية. وأعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية أن باراك الذي زار واشنطن قبل شهرين، سيلتقي جوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، ووزير الدفاع ليون بانيتا ومستشار الأمن القومي توم دونيلون ومدير الاستخبارات القومية جيمس كلابر، إضافة الى أعضاء في مجلس الشيوخ. واشارت الوزارة الى أنه سيناقش خلال زيارته التي تستمر يومين، «الوضع الإقليمي مع مسؤولي الإدارة الأميركية». وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية ان محادثات باراك ستتمحور حول «التهديد النووي الإيراني»، مشيرة الى أن وتيرة الزيارات المتبادلة بين الولاياتالمتحدة والدولة العبرية تُعتبر سابقة خلال السنوات الأخيرة. ولفتت الى أن رحلة باراك الذي تعتبره الإدارة الأميركية المحرّض الأبرز على ضرب إيران، تأتي قبل زيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو واشنطن، ولقائهما الرئيس الأميركي باراك اوباما. وأوردت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن نتانياهو وبيريز التقيا الجمعة الماضي، لتنسيق مواقفهما قبل اجتماعهما مع أوباما. وكانت صحيفة «هآرتس» أوردت أن بيريز سيبلغ الرئيس الأميركي، معارضته هجوماً على إيران. لكن الرئيس الإسرائيلي نفى ذلك. وأشارت «هآرتس» الى رسالة إلكترونية ل «ستراتفور» في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، يناقش فيها موظفو الوكالة انفجاراً دمّر قاعدة صاروخية ل «الحرس الثوري» قرب طهران. ولفتت الرسالة الى أن مصدراً للوكالة «سُئل رأيه في تقارير أفادت بأن الاسرائيليين يعدّون هجوماً عسكرياً على إيران»، وأجاب: «أعتقد بأن ذلك صرف للأنظار، إذ أن الإسرائيليين دمّروا قبل أسابيع، كلّ البنية التحتية النووية الإيرانية على الأرض». لكن محللاً في «ستراتفور» شكّك في ذلك، متسائلاً: «متى وكيف دمّر الإسرائيليون البنية التحتية على الأرض»؟ ورجّح خبراء لدى الوكالة أن تكون الدولة العبرية أرسلت فرقة كوماندوس الى إيران، ربما بمساعدة مقاتلين أكراد وايرانيين يهود هاجروا الى إسرائيل لتنفيذ تلك العمليات. الى ذلك، أسف زئيف بييلسكي، رئيس لجنة في الكنيست مكلفة الاستعدادات الدفاعية على الجبهة الداخلية، لنقص الجهوزية لحماية السكان من هجوم صاروخي، مشيراً الى أن ربع المواطنين يفتقرون الى ملجأ. وسأل «هل نحن مستعدون لحرب؟ كلا. المسائل تتحرك ببطء شديد، ونبدّد وقتاً ثميناً». وأقرّت وزارة الدفاع المدني التي أُسست بعد حرب تموز (يوليو) 2006 على لبنان، والتي شهدت سقوط آلاف الصواريخ على اسرائيل، بصحة معلومات بييلسكي، لكنها شددت على أن «الوضع يمكن احتماله، إذا نفّذ كل فرد ما يُتوقع منه، خلال طوارئ». في فيينا، أفادت وكالة «رويترز» بأن إيران ما زالت تعتمد على أجهزة قديمة للطرد المركزي، على رغم أن التقرير الأخير للوكالة الذرية افاد بتوسيع تخصيب اليورانيوم في منشأتي ناتانز وفردو. وأشارت «رويترز» الى وثيقة للوكالة تفيد بأن إيران ستركّب آلافاً من أجهزة الطرد في المنشأتين، لكنها «تستند الى تصميم متقادم». وقال أولي هاينونن، الرئيس السابق لمفتشي الوكالة الذرية: «يبدو أن (الايرانيين) يواجهون مشاكل مع أجهزة الطرد الحديثة». واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ثمة انطباعاً بأنه «كلما اتجهت إيران لاستجابة قرارات مجلس الأمن ومجلس محافظي الوكالة الذرية، يَظهر من يريد عرقلة ذلك، أو حتى تقويضه في شكل كامل». واستدرك: «نريد أن نكون واثقين من الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني». لكنه شدد على ضرورة أن «يؤكد جميع الأطراف المعنيين، من دون استثناء، أنه إذا سوّت إيران كل المسائل العالقة مع الوكالة الذرية، ستتمتع بكل الحقوق الممنوحة للدول الأعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي، والتي لا تملك أسلحة نووية، وضمناً الحق في تخصيب يورانيوم».