القدس المحتلة، بروكسيل، واشنطن – خدمة «نيويورك تايمز»، أ ب، رويترز، أ ف ب – أعرب قادة الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي أمس، عن «قلقهم البالغ» حيال تطورات الملف النووي الايراني، وحضوا طهران على قبول مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، والذي اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه يشكل «خطوة ايجابية اولى». وكانت الوكالة الذرية اعلنت الخميس الماضي انها تسلمت من ايران «رداً اولياً» على المشروع الذي اقترحه المدير العام للوكالة محمد البرادعي. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن ديبلوماسي غربي اطلع على الرد الايراني، قوله ان طهران رفضت مشروع البرادعي، موضحاً انها تقترح بدل ذلك تخصيب اليورانيوم على اراضيها باشراف الوكالة الذرية. واضاف ان الايرانيين «يريدون مشاركة الولاياتالمتحدة في المحادثات، للتحدث عن احتمال ان يوفر (الاميركيون) مساعدة لمفاعل (البحوث الطبية في طهران)، لضمان عدم حصول حوادث». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول أوروبي بارز قوله ان الرد الإيراني يشكل «رفضاً» للمشروع، مضيفاً ان الإيرانيين يريدون الاحتفاظ بكل مخزونهم من اليورانيوم منخفض التخصيب، حتى شراء الوقود من الغرب لمفاعل طهران. اما شبكة «سي أن أن» فنقلت عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قولهم ان طهران قدمت عرضاً مضاداً لمشروع البرادعي، إذ عرضت قيام طرف ثالث بتخصيب اليورانيوم باشراف الوكالة الذرية، ولكن على الأراضي الإيرانية، أو شحن اليورانيوم إلى الخارج على دفعات بدل إرسال الكميات دفعة واحدة. وأضاف المسؤول ان الرد الإيراني يقترح أيضاً حصول مفاوضات بين واشنطنوطهران حول مسائل فنية تتعلق بسلامة المفاعل، معتبراً أن ذلك قد يكون مناورة تستهدف جر البيت الأبيض إلى مفاوضات ثنائية. وأعرب قادة الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي عن «قلقهم البالغ حيال التطورات في شأن البرنامج النووي الإيراني، وتخلف ايران الدائم عن الالتزام بواجباتها الدولية». وجاء في بيان أصدره قادة الاتحاد في اختتام قمة عُقدت في بروكسيل ان «المجلس الأوروبي يدعو إيران أيضاً إلى الاتفاق مع الوكالة الذرية على جدول إمداد مفاعل البحوث في طهران بالوقود النووي، ما قد يسهم في بناء الثقة». وأضاف البيان أن من شأن إحراز «تقدم أن يمهد الطريق لتعزيز العلاقات بين الاتحاد وإيران، ويفتح الطريق لتعاون مفيد للجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والتقنية». وزاد إن مجلس قادة الاتحاد «سيقرر خطواتنا التالية في سياق توجه المسار المزدوج»، في إشارة إلى سياسة تقترح حوافر لإيران للتخلي عن نشاطاتها النووية أو تهدد بفرض عقوبات إذا لم تفعل. في غضون ذلك، أشاد نتانياهو ب»الجهود» التي يبذلها اوباما «لمنع ايران من امتلاك قدرة عسكرية نووية». وقال قبل لقائه المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل: «اعتقد ان الاقتراح الذي عرضه الرئيس (اوباما) في جنيف لجهة ان ترسل طهران اليورانيوم المخصب الموجود لديها، او جزءاً كبيرا منه الى الخارج، هو خطوة ايجابية اولى في هذا الاتجاه». ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن النائب تساهي هنغبي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست قوله تعليقاً على الرد الايراني: «عدنا الى البداية». في واشنطن، تبنت اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الاميركي بإجماع 23 صوتاً، مشروع قانون يتيح للرئيس الاميركي استخدام سلاح العقوبات ضد ايران، في حال فشل الديبلوماسية حول برنامجها النووي. ومن التدابير المتخذة، حظر استيراد السجاد والفستق والكافيار الايراني، كما يشدد مشروع القانون التدابير القائمة لتجميد أرصدة شخصيات من النظام الايراني، بينها اعضاء في «الحرس الثوري»، ويمنع الادارة من التعامل مع شركات في قطاع الطاقة والتكنولوجيا المتطورة، اذا كانت تتعامل مع طهران.