دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أنصاره إلى مواجهة ما وصفها بأنها «محاولات أطراف خارجية للتدخل في شؤون روسيا». وشن هجوماً غير مباشر على المعارضة الروسية واتهمها بأنها «تسعى لفرض املاءات على الشعب». وقبل يومين من نزول أنصار المعارضة الروسية إلى الشارع بعد غد الأحد في تظاهرات جديدة ضد بوتين، حشد أنصار الأخير أمس، أكثر من مئة ألف شخص تجمعوا في ملعب لكرة القدم وسط العاصمة ورددوا شعارات تطالب ب «المحافظة على الاستقرار»، وتؤكد أن رئيس الوزراء هو «الزعيم الوحيد القادر على قيادة البلاد». وللمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات القوية على نتائج انتخابات مجلس الدوما (البرلمان) في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ظهر بوتين بين أنصاره في الشارع ووجه إليهم خطاباً حماسياً هاجم فيه «أطراف خارجية» و «قوى هدامة» في الداخل. «معركة شوارع» ورأى معلقون روس أن فريق رئيس الوزراء الذي يستعد للعودة إلى الكرملين رئيساً بعد انتخابات الرابع من آذار (مارس) المقبل، بدأ يميل ل «مواجهة الشارع المعارض بشارع مؤيد» في مسعى لإظهار حضور وتأييد قويين بعدما هزت احتجاجات المعارضة صورته زعيماً أوحد للروس. لكن خطاب بوتين أمام أنصاره أمس، جاء مخيبا لآمال البعض، الذين توقعوا أن «يحاول عدم تقديم نفسه كزعيم لطرف ضد آخر، وأن يكون خطابه تصالحياً كرئيس مقبل لكل الروس». وخلافاً للتوقعات الأولى، حملت كلمات رئيس الوزراء تحريضاً لأنصاره على «الوحدة وتعزيز الصفوف لمواجهة محاولات التدخل الخارجية في شؤوننا»، وغمز من جانب المعارضة، التي كان اتهمها في السابق بأنها تحصل على تمويل من السفارة الأميركية في موسكو، مؤكداً أن «علينا ألاّ نسمح لأي طرف بأن يملي علينا إرادته». وفي عزف على وتر المشاعر القومية للروس، أضاف بوتين: «نحن حماة الوطن وعددنا 143 مليوناً، ولن نسمح بأن يملي أحد ما إرادته علينا، وسوف ننتصر». وتعهد بأنه سينجح مع أنصاره في «تجاوز الصعوبات وتذليل العقبات التي تعترض تحديث البلاد مثل الفساد والممارسات البيروقراطية». كما وعد ب «التغلب على الفقر وعدم المساواة وتحسين تكافؤ الفرص». ودعا بوتين المعتصمين إلى «عدم البحث عن المستقبل خارج البلاد لأن الوطن يتسع للجميع» . وشكر سلفاً كل من ينوي التصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. نجوم الفن والرياضة اللافت أن منظمي اللقاء تعمدوا حشد فريق واسع من نجوم الفن والرياضة ووسائل الإعلام في مسعى لزيادة التأثير على الجمهور، وحمل المعتصمون لافتات كتبت عليها عبارات مثل: «رئيس قوي لبلاد عظيمة» وهو الشعار الرسمي لحملة بوتين الانتخابية، بالإضافة إلى شعارات مثل: «بوتين نحن معك»، و «روسيا ضد الثورات الملونة». يذكر أن موسكو شهدت أمس تظاهرات مماثلة، وإن كانت أقل حجماً، نظم الشيوعيون واحدة منها، فيما دعت حركة موالية لبوتين تطلق على نفسها اسم «الحركة ضد الثورات الملونة» أنصارها للتجمع أيضاً. المعارضة تحشد وتستعد مدن روسية لأوسع تظاهرة احتجاج تنظمها المعارضة الأحد، وهي كما يقول معارضون ستكون المناسبة الأخيرة لإيصال الصوت إلى السلطة بضرورة اجراء انتخابات نزيهة وتجنب ارتكاب مخالفات. لكن ما يثير قلق الكرملين بحسب مراقبين روس هو إعلان قوى المعارضة عزمها على اطلاق اعتصامات وتجمعات في اليوم التالي مباشرة بعد الانتخابات، تستلهم «الثورة البرتقالية» في أوكرانيا، لجهة نية المنظمين اقامة معسكرات في ساحة كبرى واعلان اعتصامات مفتوحة مماثلة لما حدث في كييف في العام 2004 عندما نجحت المعارضة في اطاحة الرئيس الفائز حينذاك فيكتور يانوكوفيتش واجراء انتخابات رئاسية جديدة.