تحدثت مصادر فلسطينية في القاهرة عن جدول أعمال مزدحم للرئيس محمود عباس (أبو مازن) الذي وصل إلى القاهرة بعد ظهر أمس قادماً من رام الله، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، يجري خلالها محادثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي للبحث في جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما يلتقي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري سامح شكري. وقالت المصادر إن عباس سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل والقيادي في الحركة موسى أبو مرزوق للبحث في العدوان الإسرائيلي على غزة ووقف إطلاق النار. في هذه الأثناء، أعرب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير عن ترحيبه ودعمه المبادرة المصرية للتهدئة في غزة، والتي تهدف إلى وقف العدوان وتقويض العمليات العسكرية. وقال في مؤتمر صحافي إن من المهم أن يفهم الناس طبيعة المبادرة، ومصر تحظي باحترام دولي، والمبادرة هدفها حماية الفلسطينيين. وكان بلير وصل إلى القاهرة قبل ظهر أمس على متن طائرة خاصة قادماً من إسرائيل التي زارها لمدة يومين لبحث التهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، علماً بأن زيارته القاهرة هي الثانية له الأسبوع الجاري بعد أن زارها السبت الماضي. وأشار بلير في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية المصرية بعد محادثات مع شكري، إلى أن هناك مطالب ل «حماس» بالنسبة إلى غزة، ومطالب بالنسبة إلى إسرائيل في خصوص الأمن، مؤكداً أهمية أن «يأتي الطرفان للحوار وحماية الأبرياء، وتأكيد ليس فقط الرغبة في المفاوضات، بل يجب أن يكون هناك ربط بين الضفة وغزة». وأكد أن المجتمع الدولي يؤيد المصالحة الفلسطينية لكي تكون هناك دولة فلسطينية، معرباً عن أمله في «أن نرى الفلسطينيين موحدين تحت سلطة واحدة»، و «توفير رؤية لإعادة بناء غزة وفتح فرصة للناس»، مشدداً على أنه «إذا تمت الموافقة على المبادرة المصرية، فستكون هناك فرصة لذلك». وأوضح أن المجتمع الدولي ملتزم حل الدولتين. من جهته، شدد شكري على أن المبادرة المصرية صيغت بحيث تتيح التوصل إلى نقطة توافق وتفاهم للطرفين، مؤكداً أن «الهدف من المبادرة هو حماية الشعب الفلسطيني من استمرار العملية العسكرية وإراقة الدماء». ووصفها ب «خطة التوصل إلى وقف الأعمال العسكرية لإتاحة الفرصة لصوغ أوضاع قطاع غزة على المديين المتوسط والبعيد، وإتاحة الفرصة لاستئناف عملية السلام حتى يحقق الشعب الفلسطيني طموحاته».