أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إطلاق «الصواريخ» من قطاع غزة على إسرائيل، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مدينة بيت لحم جنوبالضفة الغربية وقال عباس «ندين كافة أشكال التصعيد العسكري بما في ذلك الصواريخ» من قطاع غزة على إسرائيل. وتأتي إدانة عباس بعد أن طالب إسرائيل في وقت سابق أمس «بوقف التصعيد العسكري الإسرائيلي» في غزة بحسب ما أفاد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة. وقبل المؤتمر الصحافي، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عباس الذي «لم يقم بإدانة إطلاق الصواريخ التي أطلقت ضد مواطنينا ولكنه أدان إسرائيل لقتلها ثلاثة إرهابيين أطلقوا قذائف هاون علينا». وأطلقت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في قطاع غزة الأربعاء أكثر من ستين صاروخاً على جنوب إسرائيل رداً على مقتل ثلاثة من عناصرها في غارة جوية إسرائيلية الثلاثاء، ما دفع الدولة العبرية إلى الرد ليلاً عبر شن نحو ثلاثين غارة جوية على غزة. من جهته، أعلن الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب أنه تم بعد ظهر الخميس التوصل لاتفاق لتثبيت التهدئة مع إسرائيل بوساطة مصرية. وقال شهاب إن «الجانب المصري أبلغنا بالتوصل لاتفاق لتثبيت التهدئة بشكل متبادل وفقاً لشروط التهدئة التي تم الاتفاق عليها بعد الحرب الإسرائيلية الثانية على غزة في نهاية 2012 وموافقة الاحتلال الإسرائيلي». وأضاف «فصائل المقاومة ملتزمة بتثبيت التهدئة شرط الالتزام الإسرائيلي الكامل بها». وأكدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» التوصل إلى تثبيت التهدئة. من جانبه، قال باسم نعيم مستشار رئيس حكومة حماس للشؤون الخارجية «نحن في حماس والفصائل معنيون بالالتزام بتثبيت التهدئة وعدم التصعيد وحماية شعبنا الفلسطيني من أي عدوان إسرائيلي». وبيَّن نعيم أن الجانب المصري «أجرى اتصالات وجهوداً مكثفة من أجل تثبيت التهدئة». وتابع: «نحمِّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية العدوان وخرق التهدئة، علما بأننا أبلغنا الأشقاء في مصر بكافة الخروقات الإسرائيلية خاصة العودة للاغتيالات». وأوضح نعيم أن «اتصالات أجرتها مصر منذ الليلة الماضية مع كل الأطراف المعنية بما فيها حماس والجهاد الإسلامي لتثبيت التهدئة». من جهته، قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي «بعد جهود واتصالات حثيثة أجراها الأشقاء في مصر تم التوصل إلى تثبيت التهدئة وفقاً لتفاهمات 2012 التي تمت برعاية كريمة من مصر في القاهرة». وبعد أن شكر مصر لجهودها في التوصل إلى الاتفاق، شدد البطش المسؤول في حركته عن الاتصالات مع مصر على الالتزام الفلسطيني بالتهدئة «شرط أن يلتزم العدو بتفاهمات التهدئة وعدم القيام بخرق الاتفاق». ومن جهته، قال مصدر إسرائيلي كبير مقرب من الملف طلب عدم الكشف عن اسمه إنه لا يعلم بوقف إطلاق النار. وقال «إنهم يعلمون أنه في حال استمرار الصواريخ فإن رد فعل إسرائيل سيكون قاسياً للغاية، وآخر ما تريده حماس والجهاد الإسلامي الآن هو التصعيد».