تلقت القاهرة دعماً أميركياً لمبادرتها الرامية لوقف إطلاق النار في غزة، وأعلنت الخارجية المصرية أن الوزير سامح شكري تلقى اتصالاً هاتفياً أمس من نظيره الأميركي جون كيري، جري خلاله تناول آخر التطورات على الساحة الفلسطينية في ضوء استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وقرارات الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب والذي انعقد في القاهرة مساء الإثنين وما صدر عنه من قرار تتضمن بنوده دعماً للمبادرة المصرية. كما تلقي شكري اتصالاً هاتفياً من نظيره الألماني فرانك شتاينماير، حيث تناول الاتصال مستجدات الوضع المتدهور على الساحة الفلسطينية، وسبل وقف الاعتداءات العسكرية على الأراضي الفلسطينية للحيلولة دون سقوط مزيد من الضحايا من المدنيين الأبرياء. ويصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إلى القاهرة بعد ظهر اليوم الأربعاء في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، حيث يلتقي الخميس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إضافة الى شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وصرح المتحدث باسم الخارجية أن الوزير كيري أعرب عن دعم الولاياتالمتحدة للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، معتبراً إياها فرصة حقيقية يجب دعمها لوقف العنف واستعادة التهدئة، معرباً عن حرص الولاياتالمتحدة على أن تعطي الأطراف المعنية كافة دعمها الكامل للمبادرة المصرية. وكشفت مصادر سياسية مطلعة في القاهرة ل «الحياة» أسباب طرح المبادرة المصرية للعلن، موضحة أن «الدوائر السياسية والأمنية والديبلوماسية المصرية عملت على بنود هذه المبادرة» ولكن «بعد تعنت فلسطيني ومطالبات دولية بفتح معبر رفح من دون ضوابط» و «رغم الجهود المصرية المبذولة» إلا أن «الأمر بدا وكأن القاهرة مسؤولة عما يجري من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة أو أنها تتابع للمشاهدة فقط». وأضافت المصادر أنه «كان ينبغي طرح الموقف المصري بشكل علني ليطلع عليه الكافة، وشددت على أن القاهرة تلقت موافقات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على جهودها ولكن بشروط تقوم بنقلها للجانبين، إذ يريد الجانب الفلسطيني اتفاقاً جديداً بخلاف هدنة 2012، يتضمن ثمناً لوقف إطلاق النار وصفقة متكاملة، فيما يريد الجانب الإسرائيلي وقفاً لإطلاق النار من دون شروط، وعلى أساس العودة إلى حالة ما قبل التصعيد الأخير». وأكدت المصادر أن القاهرة تسعي للتوصل إلى العودة لاتفاق التهدئة وتطبيق بنوده بالكامل والعمل على تحقيق مطالب فلسطينية مشروعة كما جاء في مبادرتها الجديدة. وكان شكري طرح المبادرة على الاجتماع الوزاري العربي الطارئ والتي تتضمن «وقف كافة الأعمال العدائية وفتح المعابر الإسرائيلية والبحث في باقي القضايا الأخرى» ما يؤدي «إلي استئناف المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل بشكل جاد وفي إطار زمني محدد للتوصل إلى اتفاق عادل وشامل بناء على حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام». وتعهد شكري استمرار فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين من الفلسطينيين في المستشفيات المصرية. وكان وزراء الخارجية العرب أعلنوا دعمهم للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، وكذلك دعم طلب دولة فلسطين بوضع أراضيها تحت الحماية الدولية وصولاً إلى إنهاء الاحتلال وتمكين دولة فلسطين من ممارسة سيادتها والبدء بالتحرك على الصعيد الدولي لدعم هذا الطلب. وقرر الوزراء في بيان تكليف المجموعة العربية في نيويورك بالتحرك المكثف لدعم طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس توفير حماية دولي للشعب الفلسطيني وللأراضي الفلسطينية. وطالب الوزراء إسرائيل بالوقف الفوري لعدوانها على قطاع غزة وضمان عدم تكراره وتحميلها المسؤولية الكاملة عن كل الأضرار البشرية والمادية التي لحقت بالشعب الفلسطيني جراء هذا العدوان الغاشم. وأعلن البيان تشكيل لجنة وزارية مفتوحة العضوية تضم الكويت، الأردن، مصر، المغرب، وفلسطين والأمين العام للتوجه للأمم المتحدة والمطالبة بوقف هذا العدوان وضمان توفير الحماية للفلسطينيين. وقال العربي في كلمة له أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية بمقر الجامعة، إن العالم يشهد «إجرام المستوطنين الإسرائيليين والنظام الذي يحميهم والمسؤول عن جرائمهم كما يقف العالم عاجزاً أمام هذه الوحشية». ولفت إلى «وقوف مجلس الأمن عاجزاً أمام وحشية الاعتداءات الإسرائيلية، وأن عدم ممارسته مسؤوليته على مدار السنين هو بمثابة الضوء الأخضر الذي يسمح لقوة الاحتلال بمواصلة جرائمها من دون خوف من عقاب». وأكد الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية السعودي، أن ما يجري اليوم في قطاع غزة عارٌ في جبين البشرية. وقال في كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية: «عارٌ على القوى الدولية الفاعلة تقاعسها عن حماية الشعب الفلسطيني من نيران القصف الإسرائيلي والعمليات البرية التي تشنها قوات الاحتلال». وتساءل نائب وزير الخارجية: «هل 172 شهيداً وأكثر من 1000 مصاب حتى اليوم لا يوقظون ضمير العالم ؟». وشدّد على ضرورة التحرك الفوري والجاد من القوى الدولية وشعوب العالم المحبة للسلام إلى نصرة الشعب الفلسطيني في غزة.