رام الله - ا ف ب - ليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها معتقل فلسطيني في السجون الاسرائيلية الاضراب عن الطعام احتجاجاً على إعتقاله، لكنها المرة الأولى التي تصل فيها فترة الإضراب عن الطعام من قبل احد المعتقلين الى 56 يوماً، حسب ما قالت وزارة شؤون الأسرى الفلسطينية. ودخل المعتقل الفلسطيني الشيخ خضر عدنان (37 عاماً) يومه السادس والخمسين من الإضراب عن الطعام إحتجاجاً على إعتقاله الإداري، وبسبب تردي وضعه الصحي نُقل إلى مستشفى "زيف" الاسرائيلي في مدينة صفد، إلا أنه يرفض التعامل مع الاطباء الإسرائيليين في المستشفى، وسط تخوفات فلسطينية من وفاته. وقدمت أسرة المعتقل من خلال محاميه، استئنافاً على قرار اعتقاله لمدة اربعة شهور، في حين طلبت المحكمة الإسرائيلية من أسرته تأجيل النظر في القضية لصعوبة نقله من المستشفى الى قاعة المحكمة. وأصرت العائلة على الإستئناف ما دفع هيئة المحكمة الاسرائيلية الى الانعقاد في المستشفى الذي يرقد فيه المعتقل. وحسب المحامي جواد بولص الذي ترافع عن المعتقل خضر، فإن "المحكمة قررت تأجيل البت في الإستئناف إلى حين الإطلاع على وثائق سرية قدمتها النيابة العسكرية الاسرائيلية، ومنع المحامون من الإطلاع عليها". وأعلن المعتقلون الفلسطينيون في السجون الاسرائيلية أنهم سيضربون عن الطعام يوم الأحد في كافة السجون الإسرائيلية تضامناً مع الأسير عدنان. وستصدر يومها المحكمة الاسرائيلية قراراً بشأن اعتقاله، فإما أن تثبت إعتقاله لمدة اربعة شهور، أو تكتفي بالفترة التي أمضاها في السجن وتطلق سراحه. وكان عدنان قد أُعتقل في السابع عشر من كانون الاول (ديسمبر) الماضي من منزله في مدينة جنين، وبعدما أعلن إضرابه عن الطعام أصبح الأسير خضر عدنان رمزاً للصمود بنظر الفلسطينيين، الى حدود تكليف وساطات عربية والمفوض السامي لحقوق الانسان والامم المتحدة لتلافي وقوع اي مكروه له. وبحسب وزارة الأسرى الفلسطينية فإن "جهوداً تبذل وهناك اتصالات مكثفة من قبل السلطة والمصريين وجهوداً إقليمية ودولية تبذل من أجل إطلاق سراح عدنان تفادياً لوفاته، ولا سمح الله اذا وقع شيء للاسير خضر ستنفجر الامور داخل السجون وخارجها، كونه في وضع حساس جداً، ونأمل ان تنجح هذه الاتصالات. لكن الفعاليات التضامنية معه ستتواصل، وستتصاعد اكثر". وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أن "المعتقل عدنان يرقد في المستشفى الاسرائيلي في صفد بعد أن تردت حالته الصحية لدرجة أنه لم يعد قادراً على المشي، وهو يرفض تناول اي شيء ما عدا الماء، وأنه فقد من وزنه 42 كلغ". وقال مدير وحدة الإحصاء في وزارة شؤون الأسرى الفلسطينية عبد الناصر فروانة أن "عدنان قد سجل رقماً غير مسبوق في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية في عدد الأيام التي أمضاها مضرباً عن الطعام وهي 56 يوما حتى الآن". وحسب فروانة فإن أطول مدة للإضراب عن الطعام التي نفذها معتقلون فلسطينيون في السجون الإسرائيلية كانت عام 1976، حيث وصلت مدة اضرابهم عن الطعام الى 45 يوماً، إلا أنهم علقوه لبضعة أيام قبل إستئنافه مجدداً لعشرين يوماً اضافية". ويحتفظ فروانة باسماء معتقلين فلسطينيين توفوا نتيجة الإضراب عن الطعام، كان أولهم عبد القادر ابو الفحم في العام 1970، في سجن عسقلان. وحسب فروانة فإن "المعتقلين راسم حلاوة، وانيس دولة توفيا ايضاً نتيجة الاضراب عن الطعام في اضراب تم في العام 1981، وتوفي ايضاً كل من علي الجعفري واسحق مراغة في العام نفسه في سجن نفحة، نتيجة محاولات أطباء اسرائيليين اطعامهم بالقوة عن طريق الانابيب". وأضاف "إضراب خضر عدنان غير مسبوق في تاريخ الحركة الأسيرة، خاصة وأن منظمات حقوقية دولية أعلنت اليوم تضامنها معه ومع الحركة الاسيرة الفلسطينية". وتشير سيرة عدنان الذاتية، التي وزعتها وزارة شؤون الأسرى، أنه أعتقل تسع مرات منذ العام 1998، وكان في معظم الأحيان يضرب عن الطعام احتجاجا على اعتقاله. وإعتقاله الأول عام 1998 كان بسبب اتهامه بالتحريض على رشق الزعيم الاشتراكي الفرنسي ليونيل جوسبان بالحجارة في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية ما ادى الى إصابة الأخير بجرح طفيف في الرأس.