أفادت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا لرعاية شؤون الأسرى والمعتقلين، بأن السلطات الإسرائيلية نقلت السعودي المعتقل عبد الرحمن محمد علي العطيوي من سجن معتسار الياهو إلى سجن النقب الصحراوي مع أسرى آخرين من جنسيات مختلفة من السودان والجزائر والفلبين وساحل العاج دون معرفة الأسباب. وذكرت دقماق ان عطيوي كان اعتقل بتاريخ 2005/3/5عند الحدود المصرية أثناء عملية تسلل عبر الحدود، وحكم عليه لمدة 3شهور في محكمة ايرز، ثم صدر بحقه أمر إبعاد وأمر توقيف، خاض بعدها عدة إضرابات تجاوز كل إضراب منها أكثر من شهرين احتجاجا على احتجازه وعدم الإفراج عنه. وأضافت أنه بعد أن أصدرت المركزية بتاريخ 2007/10/30قراراً بإخلاء سبيل المعتقل بتاريخ 2008/4/30إذا لم تجد دولة مضيفة لاستقباله مضيفة أن المحكمة منحت إسرائيل ستة أشهر لإيجاد دولة مضيفة لاستقباله، وإلا عليها أن تطلق سراحه في 2008/4/30وعندما لم يطلق سراح المعتقل عبد الرحمن قُدم التماس جديد لإخلاء سبيله دون شرط، رفضت المحكمة المركزية الطلب بحجة عدم تعاون المعتقل مع الأممالمتحدة . وقُدم طلب آخر إلى المحكمة العليا طالبنا فيه الإفراج عن المعتقل فوراُ. وقالت دقماق: إن المحكمة العليا رفضت الطلب واعتبرت أن عدم تعاونه المزعوم شكل ظرفا جديدا يبرر عدم تنفيذ قرار المحكمة المركزية الصادر في 2007/10/30الإفراج عن المعتقل بتاريخ 2008/4/30، وأمرتنا بالتوجه مرة أخرى إلى المحكمة المركزية لأخذ قرار جديد بناء على الظروف المستجدة حسب ادعائهم بأن المعتقل غير متعاون مع الأممالمتحدة، لذلك تم التوجه إلى المحكمة المركزية في تل أبيب من جديد بانتظار باقي الإجراءات. من جهته أكد الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية عبدالناصر عوني فروانة في تصريح خاص ل "الرياض" أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد نقلت المعتقل العطيوي من سجن "معتسار الياهو" الى سجن "النقب الصحراوي". واضاف فروانة ان الأسير العطيوي سيعاني كثيراً في هذا المعتقل في ظل انعدام زيارات الأهل، لكنه أكد بأن المعتقلين الفلسطينيين لن يتخلوا عنه ولن يتركوه وحيداً وبالتأكيد سيقفون بجانبه وسيوفرون له ما يمكن توفيره من ملبس وغيره لكن بالإجمال الحياة هناك صعبة للغاية. وعن طبيعة سجن النقب أضاف فروانة ان طبيعة المناخ الصحراوي المتقلبة، والقاسية، وظروف المعتقل المعيشية والصحية والإنسانية صعبة للغاية، والمعاملة التي يتلقاها المعتقلون من قبل السجانين وحراس المعتقل وحتى من قبل الممرضين والأطباء قاسية ولا انسانية، تستدعي التحرك الجاد والفوري لوضع حد لها وانقاذ حياة المعتقلين، بل وتتطلب التحرك الجدي والفوري على كافة المستويات من أجل إغلاق هذا المعتقل. واستحضر فروانة تجربته الخاصة في الاعتقال الاداري في بداية افتتاح المعتقل قبل عشرين عاماً وذلك في مارس/ آذار عام 1988، مقارنة بما يتردد لمسامعه اليوم وما يطلع عليه من تقارير للمحامين ومناشدات من قبل المعتقلين، معتبراً أن أوضاع وظروف المعتقل لم تشهد تحسناً جوهرياً منذ نشأته، من حيث المعاملة والحقوق الأساسية بكل جوانبها وفقاً لما تنص عليه الاتفاقيات الدولية، بل على العكس الأوضاع تزداد صعوبة وقساوة. واختتم فروانة حديثه ل "الرياض" قائلاً بأن سياسة الإهمال الطبي باتت سمة أساسية ونهجاً ثابتاً في تعامل ادارة مصلحة السجون مع المعتقلين عموماً، وما يدلل على ذلك استمرار الأوضاع الصحية على حالها وازدياد عدد المرضى، رغم استشهاد العشرات من المعتقلين والمناشدات العديدة. ومتابعة لما سبق وفي تصريح سابق ل "الرياض" قال فروانة ان العطيوي يعاني من ظروف صحية ونفسية صعبة وخطيرة وضعف في نظره وبالكاد يرى، ومهدد بالعمى ونقل الى مستشفى سجن الرملة أكثر من مرة، ونقص وزنه بشكل كبير في الآونة الأخيرة.