في تطور نوعي للعمليات المسلحة في شبه جزيرة سيناء، أطلق مجهولون قذائف «هاون» على معسكر لقوات الأمن مساء أول من أمس، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم جندي وجرح 28 بينهم ثلاثة جنود. ولمعسكر قطاع تأمين شمال سيناء المستهدف أهمية رمزية، إذ إنه يقع في وسط مدينة العريش إلى جوار مديرية أمن شمال سيناء والمحكمة، كما يضم أكبر عدد من جنود الأمن المركزي في المحافظة. وأسفر سقوط قذيفتين في المعسكر عن مقتل جندي وجرح 3 آخرين، فيما سقطت القذيفة الثالثة في سوق الضاحية المجاور للمعسكر وقتلت 7 مدنيين وجرحت 25 آخرين، غالبيتهم أطفال وصبية. ورفع توقيت الهجوم حصيلة القتلى، إذ إنه وقع فيما كان الأهالي يتجمعون في السوق بعد صلاة التراويح وبعدما جذب انتباه آخرين دوي انفجار القذيفتين في قطاع تأمين المحافظة. وهرعت سيارات الإسعاف إلى موقع الاعتداء في محاولة لإنقاذ المصابين، ودوت صافرات آليات الجيش والشرطة في المنطقة، وأطلقت قوات من الجيش طلقات إضاءة في سماء العريش لإنارة محيط التفجيرات، في محاولة لتحديد جهة إطلاق القذائف. وبدا أن الخبراء الأمنيين الذين طوقوا موقع التفجيرات حددوا مصدر إطلاق النيران من منطقة الريسة في شرق مدينة العريش، إذ توجهت على الفور قوات مدججة بالأسلحة ناحية منطقة زراعات في الحي وتبادلت إطلاق النار مع مسلحين، لكن لم يتسن التأكد مما إذا كانوا على صلة بالقصف أم أن المواجهات المسلحة التي دارت في الريسة بعد نحو ساعة من الهجوم تأتي على خلفية استهداف مكمن الريسة الأمني في العريش. وأكد ل «الحياة» مسؤول عسكري أنه لم يتم ضبط أي مسلحين على خلفية هذا القصف. وأوضح أن قذائف الهاون «تستهدف منطقة لا هدفاً، إذ إنها بمجرد إطلاقها تأخذ خط مرور عالياً وتسقط بزاوية حادة، ما يُحدث أكبر قدر من الخسائر»، لافتاً إلى أن «غالبية قذائف الهاون تُطلق من على منصة تجرها عجلتان، ويمكن حملها على سيارة، فيما القذائف الصغيرة يُمكن أن تُطلق من قاذف يُحمل على الأكتاف». وأضاف: «ضبطنا كميات كبيرة من قذائف الهاون في الفترة الأخيرة. ولولا هذه الضبطيات لانفلتت الأوضاع». وقال الناطق باسم القوات المسلحة في بيان، إن «مثل هذه العمليات الخسيسة لن تنال من عزم القوات المسلحة على اقتلاع جذور الإرهاب ولن تزيدها إلا إصراراً على استكمال مهمتها المقدسة فى الدفاع عن أمن البلاد واستقرارها». وبعد هذا الهجوم بساعات، قصف مجهولون مكمناً أمنياً في حي زعرب في مدينة رفح في سيناء بقذيفة هاون، ما أسفر عن جرح جندي. من جهة أخرى، انفجرت قنبلتا صوت في مجمع محاكم سمنود في محافظة الغربية في الدلتا، ولم يسفر انفجارهما عن خسائر بشرية أو مادية. وكشفت قوات الحماية المدنية وجود قنبلة ثالثة في مجمع المحاكم وأبطلت مفعولها، بعد إخلاء مجمع المحاكم من العاملين فيه والمواطنين. إلى ذلك، أوقفت قوات حرس الحدود التابعة للجيش 3 من قيادات «الجماعة الإسلامية» واثنين من كوادرها في الصعيد. وأوضح الناطق باسم القوات المسلحة أن قوات حرس الحدود ألقت مساء أول من أمس القبض على 5 أشخاص قال إنهم «ينتمون إلى جماعة الإخوان الإرهابية» أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود الجنوبية للبلاد. والموقوفون هم عضو مجلس شورى «الجماعة الإسلامية» صفوت عبدالغني، والأمين العام لحزب «البناء والتنمية»، الذراع السياسية للجماعة، علاء أبو النصر، وعضو المكتب الإعلامي للحزب طه الشريف، والقياديان في الجماعة في محافظة المنيا رمضان جمعة عبدالفتاح وطارق عبدالمنعم عبدالحكيم. وعُلم أن الموقوفين كانوا ضمن المطلوب ضبطهم في حملات الدهم الأخيرة التي استهدفت قيادات «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي. وأفيد بأن الموقوفين تم ضبطهم قرب منطقة العلاقي على آخر نقطة للأراضي المصرية مع الحدود السودانية. وتشن قوات الشرطة حملات اعتقال متلاحقة طاولت حلفاء جماعة «الإخوان»، بعدما ظلوا بمنأى عن التوقيف لشهور طويلة. وألقي القبض أخيراً على قيادات في «تحالف دعم الشرعية»، منها القياديان في حزب «الاستقلال» (العمل سابقاً) مجدي حسين ومجدي قرقر، والقائم بأعمال رئيس حزب «البناء والتنمية» نصر عبدالسلام. على صعيد آخر، أمر النائب العام هشام بركات بإحالة 163 متهماً من قبيلتي «الدابودية» النوبية و «الهلايل» العربية في محافظة أسوان أقصى جنوب البلاد، على المحاكمة الجنائية بتهم بينها «ارتكاب جرائم القتل الجماعي التي شهدتها مدينة أسوان مطلع نيسان (أبريل) الماضي، وأسفرت عن مقتل 25 شخصاً وجرح 44 آخرين». وتضمن قرار الاتهام 82 متهماً من «الدابودية» (34 منهم موقوفون) و81 متهماً من «الهلايل» (32 منهم موقوفون)، فيما أطلق سراح 3 أشخاص من القبيلتين أثناء التحقيقات لعدم توافر الأدلة على مشاركتهم في الأحداث. وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكابهم جرائم «القتل العمد مع سبق الإصرار والشروع فيه، ومقاومة السلطات، والحريق العمد، والسرقة بالإكراه، والخطف، وحيازة الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء». وكانت اشتباكات مسلحة اندلعت بين القبيلتين بسبب شجار عادي أسفرت عن مقتل 25 من القبيلتين، وحرق عشرات المنازل والمتاجر التي يمتلكها أفراد في القبيلتين.