سقط 23 قتيلاً في اشتباكات دامية استمرت يومين بين قبيلتين في محافظة أسوان، جنوب مصر، فجرتها خلافات بين طلاب ينتمون إلى القبيلتين، ما استدعى تدخل قوات من الجيش للسيطرة على تلك المصادمات، وسط اتهامات لجماعة «الإخوان المسلمين» بالتورط في تفجيرها. واستدعت المجزرة زيارة عاجلة لرئيس الوزراء ابراهيم محلب ووزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم لموقع الأحداث، في محاولة لتجنب أي تبعات من شأنها زيادة المصادمات. وصرح المتحدث باسم الجيش المصري العقيد أحمد علي في بيان انه «جرى احتواء الأزمة بين القبيلتين بعد تدخل عناصر القوات المسلحة بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية في محافظة أسوان، وسط مؤشرات الى تورط عناصر إخوانية فى إشعال الفتنة بينهما». وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان إن مشاجرة وقعت الأربعاء الماضي بين طلاب ينتمون إلى منطقة النوبة وآخرين من قبيلة «الهلايل» بسبب معاكسة فتاة، وقيام الطرفين بكتابة عبارات مسيئة ضد الطرف الآخر. وأوضحت أن قوات الشرطة تمكنت من الفصل بين الطرفين حينها، وعقدت يوم الجمعة «جلسة عرفية» للصلح بين القبيلتين حدثت خلالها مشادة تطورت إلى مشاجرة تم خلالها تبادل إطلاق الأعيرة النارية ما أسفر عن وفاة 4 أشخاص وإصابة 9 آخرين، وتمكنت قوات الشرطة من ضبط 3 متهمين. وأضافت الوزارة أن المشاجرة بين القبيلتين تجددت يوم الجمعة، وتبادل الطرفان الرشق بزجاجات المولوتوف وإطلاق الأعيرة النارية، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا واصابة 3 آخرين، واحتراق عدد من المنازل. وروى شهود عيان في أسوان ل «الحياة» أن المشاجرة بين قبيلتي «الدابودية» النوبية و»بني هلال» العربية بدأت في فناء المدرسة الفنية الثانوية الصناعية إثر قيام طلاب ينتمون إلى القبيلتين بتبادل كتابة ألفاظ وجمل تسيء إلى الطرف الآخر على جدران المدرسة وخارجها. وأوضحوا أن الاشتباكات التي اندلعت أول من أمس سقط فيها 4 قتلى من قبيلة «الدابودية» النوبية، التي ردت أمس بقتل 14 شخصاً من قبيلة بني هلال، وقُتل اثنان من النوبيين وجرح آخرون بعضهم حالته حرجة، ما رفع حصيلة القتلى إلى 23 قتيلاً. وقال شهود عيان إن فشل سيارات الإسعاف في نقل الجرحى من مناطق الاشتباكات نتيجة حدة المعارك واستمرار إطلاق النار الكثيف، سبّب زيادة عدد القتلى. وانتشرت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي بين شباب القبيلتين للحشد والقصاص، ما زاد من حدة المواجهات، الأمر الذي دفع محافظ أسوان اللواء مصطفى يسري إلى الاتصال بوزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي لطلب تعزيزات من الجيش للسيطرة على الاشتباكات. وناشد يسري القيادات الشعبية التدخل لضبط النفس ووقف المصادمات والاسراع في إنهاء الخصومة ونبذ الخلافات، معتبراً أن ما حدث «فتنة وراءها أياد خفية». وأصدرت مجموعة من قيادات ورموز القبيلتين بياناً مشتركاً أكدوا فيها وجود «أياد خفية وراء تفجر أحداث العنف». وقالوا إن «عناصر من جماعة الإخوان المسلمين تورطت في نشر الكتابات المسيئة للقبيلتين على جدران منطقة السيل الريفي لإحداث الفرقة». وقال رئيس جمعية «بني هلال» في أسوان سعد حسين وشيخ النوبيين عادل أبو بكر إن العبارات المسيئة «كُتبت بخط واضح ومن خلال خطاط محترف بهدف إثارة المعارك بين النوبيين وبني هلال»، وحمّلا الشرطة المسؤولية عن تصاعد الأحداث ووقوع مزيد من الضحايا «لقيامها بسحب القوات من مناطق الاشتباكات ليلاً». وتنتشر النعرات القبلية في المنطقة، لشعور النوبيين بأن العرب دخلاء على مناطقهم. وقرر محافظ أسوان إغلاق 15 مدرسة في محيط الأحداث، حرصاً على حياة الطلاب.