في شكل مبكّر ولافت، طرح النائب المحافظ البارز علي مطهري اسم لائحته الانتخابية، وبرنامج عملها، بعد استبعاده من قائمة «الجبهة المتحدة للأصوليين» المحافظة. وأعلنت الجبهة لائحتها الانتخابية في طهران التي تُعتبر من أهم القوائم الانتخابية، مستبعدة شخصيات نيابية محسوبة علي التكتل البرلماني الأصولي المحافظ، مثل علي عباس بور، رئيس لجنة التربية في مجلس الشورى (البرلمان)، وحميد رضا كاتوزيان، رئيس لجنة الطاقة، إضافة الي علي مطهري، وهو نجل مرتضي مطهري، أحد أبرز زعماء الثورة، وشقيق زوجة رئيس البرلمان علي لاريجاني الذي يُعتبر من الشخصيات الأصولية المعارضة لحكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد. وأشار مطهري الى أنه سيقدّم في الأيام الثلاثة المقبلة لائحته التي سماها «منتقدو الحكومة العاشرة» (الحالية)، والتي تضم أبو الحسن نواب، المعاون السياسي في «جمعية العلماء المناضلين» المحافظة التي تتزعم «الجبهة المتحدة للأصوليين»، ما أعطي انطباعاً بوجود انشقاق داخل هذه الجمعية التي يرأسها السياسي المخضرم محمد رضا مهدوي كني، رئيس «مجلس خبراء القيادة»، إزاء الأسماء الواردة في لائحتها الانتخابية التي أُعلنت الأحد. وكانت وزارة الداخلية رفضت ترشيح مطهري وعباس بور وكاتوزيان، لكنها رضخت لضغوط مورست عليها، وقبلت ترشحهم، بعدما اتُّهموا ب «عدم الإيمان بالدستور ومبادئ الإسلام، بما في ذلك مبدأ ولاية الفقية»، في إشارة الي معارضتهم حكومة نجاد المدعومة من مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي. واشار مطهري الى احتمال حدوث تغيير في اسم لائحته، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام عدد الأسماء التي تضمها، خصوصاً أن لطهران 30 مقعداً. واللافت ان البرنامج الانتخابي الذي أعلنه مطهري، ينسجم مع الاتهامات التي أطلقها معارضو نجاد، وهي: الالتزام بتنفيذ القانون، محاربة سلوك التهرب من تنفيذ القانون، مواجهة هتك الحرمات، الاعتدال، التعقل واحترام الحريات وحقوق المواطنين. وسعي طهري مرات لاستجواب الرئيس الايراني في البرلمان، لكنه فشل، ما دفعه الى الاستقالة، لكن مجلس الشوري رفضها. وقال مطهري إنه يختلف مع سائر الشخصيات الأصولية، في شأن تعريف مصطلحات الحرية وولاية الفقيه، مضيفاً: «من حقهم ألاّ يضعوا أسماءنا في لائحتهم، لأن المنافسة بيننا ستكون جدية». وثمة اعتقاد بأن هذه اللائحة ستكون من القوائم الصعبة والمنافِسة لسائر اللوائح، وتحديداً تلك الأصولية، إذ يرجّح المراقبون نيلها نسبة عالية من مقاعد طهران، علماً أن نجاد حصل خلال انتخابات الرئاسة عام 2009، علي أصوات أقل من منافسيه في العاصمة. ولم يتّضح حتى الآن إمكان مشاركة هذه اللائحة في المناطق الأخري، لتشكيل تيار معارض لحكومة نجاد من جهة، ول «الجبهة المتحدة للأصوليين»، في تبنيها لفهم مختلف عن «الحرية وولاية الفقيه». وتعتقد مصادر في طهران بأن ظاهرة لائحة «منتقدو الحكومة العاشرة»، تشبه الي حد كبير ظاهرة حزب «كوادر البناء» (كاركزاران سازندكي) الذي انشق عن «جمعية العلماء المناضلين» عشية الانتخابات الاشتراعية عام 1995، وتحالف مع الإصلاحيين في انتخابات الرئاسة عام 1997 التي فاز فيها الرئيس محمد خاتمي. وتشير معلومات غير مؤكدة إلي أن لائحة مطهري تحظى بتأييد لاريجاني، فيما كانت ظاهرة «كوادر البناء» مدعومة من رئيس «مجلس تشخيص مصلحة النظام» هاشمي رفسنجاني.