اتهم وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم «بعض الدول العربية» من دون أن يسميه، ب «تنفيذ مراحل المخطط الذي اتفقوا عليه في الخارج»، قائلاً إن «المرحلة الجديدة منه هي استدعاء التدويل». غير أنه أكد رداً على سؤال ل «الحياة»، أن موقف موسكو «حارّ» مع دمشق، وان روسيا «لا يمكن ان توافق على التدخل الخارجي في شؤون سورية»، وأن هذا «خط أحمر» بالنسبة لموسكو. الى ذلك، جدد المعلم رفض سورية قرار المجلس الوزاري العربي، مؤكداً أن الحل في سورية «ليس هو الحل الذي صدر في قرار الجامعة ورفضناه رفضاً قاطعاً»، وأن «الحل سوري، ينبع من مصالح الشعب السوري، ويقوم اولاً على إنجاز برنامج الإصلاح الشامل الذي أعلنه الرئيس بشار الأسد»، قبل أن يؤكد رداً على سؤال، أن «موقف القيادة السورية حازم وقوي تجاه ما تتعرض له سورية في الداخل والخارج، والحكومة السورية ستتعامل بحزم مع المجموعات الإرهابية المسلحة». وكان المعلم يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في مقره وزارة الخارجية والمغتربين بعد قرارات الجامعة العربية يوم الأحد الماضي. وكان لافتاً حضور صحافيين من كبريات وسائل الإعلام الأجنبية، بينها «بي بي سي» العالمية، وقناة «الحرة» الأميركية. وقال المعلم إنه عندما سُلِّم نسخة من تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب محمد مصطفى الدابي يوم الجمعة الماضي، «استنتجنا ان ما تضمنه التقرير لن يرضي بعض العرب الذين ينفذون مراحل المخطط الذي اتفقوا عليه في الخارج ضد سورية. لكن باعتبار ان البروتوكول وخطة العمل العربية التي اتفق عليها في الدوحة وتشكيل بعثة المراقبين العرب، جاءا من قبلهم وفوجئوا بموافقتنا على ذلك، قلنا: ربما يخجلون من أنفسهم ويتعاملون بموضوعية مع هذا التقرير. لكن ما توقعناه حدث، التفوا على هذا التقرير، رغم أنه البند الوحيد على جدول اعمال الجامعة، وقدموا مشروع قرار سياسي يعرفون أننا لن نقبل به، لأنه قرار فاضح بالمساس بسيادة سورية وتدخل سافر في شؤونها الداخلية»، في إشارة إلى قرار المجلس الوزاري. وقال: «ما تضمنه القرار ينطبق عليه القول: فاقد الشيء لايعطيه. هم في الواقع كانوا يحاولون رسم مستقبل سورية بعيداً من ارادة الشعب السوري، كأننا دولة مسلوبة الإرادة، ونحن عبر مراحل التاريخ كنا المشعل الذي يعلّمهم العروبة والإسلام، وسنعلمهم الديموقراطية والتعددية». وقال: «إنهم»، في اشارة الى بعض الدول العربية، «يعملون على التوجه الى مجلس الامن». وأضاف: «أعتقد ان هذه المرحلة الجديدة في ما خططوا له ضد سورية، هي استدعاء للتدويل. صحيح انهم قالوا (في القرار العربي) إنهم يتوجهون إلى الأممالمتحدة للمصادقة على قرارات الجامعة، وهذا اعتراف من قبلهم بأن هذه القرارات والجامعة العربية غير مؤهلة كي تلعب هذا الدور»، وختم مقدمة المؤتمر الصحافي بالحديث عن نقاط اساسية في تقرير الدابي تضمنت التأكيد على وجود «جماعات مسلحة تقوم بعمليات تخريبية ضد المنشآت العامة والخاصة وتعتدي على قوات حفظ النظام والمواطنين»، وعلى «استنكار الحملة الإعلامية المغرضة على عمل اللجنة وتضخيم ما يجري في سورية بشكل مبرمج»، إضافة إلى قول التقرير إن ما يسمى «الجيش السوري الحر» كان وراء قتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في حمص قبل نحو اسبوعين. كما أشار الى ان بروتوكول التعاون بين دمشق والأمانة العامة للجامعة يتضمن «قصوراً» في عدم تناوله العنف من «الجماعات المسلحة». وإذ انتقد المعلم حديث دول عربية عن شؤون داخلية تتعلق بالديموقراطية والدستور، في وقت «فاقد الشئ لا يعطيه، إذ هم لم يمارسوا ولم يعهدوا الممارسة الديموقراطية»، لذلك هم «يُستَكتبون». وتحدث مفصلاً عن برنامج الإصلاح الذي أعلنه الرئيس الاسد في خطابه الاخير، وتضمن دستوراً جديداً للبلاد سيعرض على الاستفتاء الشعبي، وهو»دستور حديث ليس لدى بلدانهم مثلهم»، في اشارة لدول عربية، إضافة الى انعقاد المؤتمر القطري لحزب «البعث» الحاكم الشهر المقبل، وموضوع تشكيل حكومة موسعة تتضمن «مشاركة اوسع شريحة من الشعب السوري والشباب»، إضافة الى انتخابات حرة ونزيهة، واحزاب تمثل في هذه الانتخابات خلال شهر أيار (مايو) المقبل، كي يتاح للاحزاب الجديدة ان تتشكل، خصوصاً بعد صدور الدستور الجديد. وقال: «هذه الممارسة الديموقراطية ستجعل سورية بلداً متجدداً واقوى مما هي عليه، لذلك من يريد ان يتعلم من سورية فنحن لن نبخل عليه. مستعدون ان نكرس ساعات اضافية لتدريسهم». وميَّز بين قرار المجلس الوزاري العربي الذي «رفضناه رفضاً قاطعاً لأنه تدخل سافر في شؤوننا الداخلية»، وبين قرار آخر صدر يدعو لاستمرار عمل البعثة، موضحاً أنه تلقى أول من امس رسالة من الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي طالباً تمديد بعثة المراقبين، وأن «هذا الطلب موضوع دراسة، وحالما تأتينا التوجيهات سننقلها الى الجامعة»، مشيراً إلى ضرورة معرفة دور المراقبين في وقف عنف «المسلحين وأعمالهم الإجرامية» وفق ما جاء في خطة العمل العربية، التي تتضمن «وقف العنف من اي مصدر كان». وسأله مراسل «بي بي سي» جيرمي بوين، عن موقف دمشق من قرار الرياض سحب المراقبين السعوديين، فأجاب: «قرار السعودية هذا قرارهم، وفسر بأنه ربما هم يخشون أن يرى مراقبوهم ما يجري حقيقة على الارض». وأوضح رداً على سؤال ل «الحياة»، ان قرار دول مجلس التعاون الخليجي سحب مراقبيهم هو «شأنهم». وأضاف: «إذا كانوا يخشون رؤية ما يجري على الأرض في سورية»، لافتاً الى أن تقرير بعثة المراقبين «أصبح وثيقة رسمية لدينا، لن يُعجب بعض العرب ممن ارتبط بمخطط، لذلك هم لا يريدون من الدابي ان يكون ضميره حياً وصاحياً، وأن يكون شخصاً لا يباع ولا يشترى». الى ذلك، جدد المعلم ان الحل في سورية «ليس هو الحل الذي صدر في قرار الجامعة ورفضناه رفضاً قاطعاً. الحل هو حل سوري ينبع من مصالح الشعب السوري، ويقوم اولاً على إنجاز برنامج الإصلاح الشامل الذي أعلنه الرئيس الأسد، وثانياً على الحوار الوطني الذي دعت اليه سورية واعلن الرئيس الاسد ان سورية جاهزة لبدء الحوار منذ الغد، وثالثاً من واجب الحكومة السورية ان تتخذ ما تراه مناسباً لمعالجة المسلحين الذي يعيثون فساداً في بعض المحافظات». وقال رداً على سؤال آخر، إن «موقف القيادة السورية حازم وقوي تجاه ما تتعرض له سورية في الداخل والخارج». وسئل عن موقف موسكو، فأجاب أنه «لمس» من خلال حديثه امس مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أنه «لا يستطيع أحد ان يشكك بالعلاقة السورية-الروسية، لأن لهذه العلاقة مقومات وجذوراً تاريخية». وقال رداً على سؤال ل «الحياة»، إن روسيا «لا يمكن ان توافق على التدخل الخارجي في شؤون سورية. هذا خط أحمر»، مضيفاً ان موقف موسكو «حارّ». ولدى سؤاله عن العقوبات الاقتصادية ضد سورية، قال المعلم ان «العقوبات تؤثر على المواطنين لكنها لا تؤثر في الوضع السياسي»، لافتاً الى ان العقوبات الاقتصادية أثرت في»معاناة المواطنين». وقال رداً على سؤال آخر، إن دمشق رفضت القرارات العربية، وإنه «عندما قرر مجلس الوزراء التوجه لمجلس الامن، قلنا إنهم تخلوا عن الدور العربي، وإن هذا مختلف عن المراقبين»، مضيفاً انها «المرحلة الثالثة من خطتهم، ولم يبق سوى مرحلة اخيرة، هي استدعاء التدخل الخارجي». وجدد رفض دمشق التدخل الخارجي. وعن العلاقة مع طهران، قال المعلم إن «العلاقة السورية-الايرانية وطيدة وعميقة الجذور لسببين: الاول، موقف ايران بعد الثورة (الاسلامية في طهران) الداعم في موضوع فلسطين. مع الاسف هذا الموقف بعض العرب لا يجاريه. السبب الثاني ان هذه العلاقة تخدم مصالح الشعبين. ولمسنا وقوف ايران الى جانبنا خلال هذه الأزمة في حين يتآمر علينا بعض العرب». وقال رداً على سؤال يتعلق بالعلاقة مع أنقرة، إن تصريحات وزير خارجية التركي احمد داود اوغلو «تصريحات يومية. كلما صرح إذا اردنا ان نرد عليه اقول ليس لدينا وقت. يومياً يصرح. ثانيا، موقف حكومة اردوعان، وليس تركيا، عدائي لسورية. فماذا تنتظر منهم. اقول لهم: ضع اصبعك في عينك اذا اوجعتك توجع غيرك».