أكد وزير البترول والثرورة المعدنية المهندس علي النعيمي، قدرة السعودية على إنتاج 12.5 مليون برميل من النفط في اليوم، رافضاً التشكيك في الأمر، وقال: «المملكة مستعدة لتلبية كل طلب مستهلكي النفط»، مضيفاً «أن أية زيادة يتم طلبها من المتعاملين مع السعودية سيتم الاستجابة لها، باعتبارهم زبائن». وقال النعيمي أمس في حفلة توقيع اتفاق مصفاة «ياسرف»، وهو مشروع مشترك بين أرامكو السعودية وشركة «ساينوبك» الصينية لإنشاء مصفاة في ينبع، إلى أن لدى المملكة القدرة على إنتاج ما أعلنت عنه من النفط الخام وهو 12.5 مليون برميل في اليوم، وهو الرقم الذي أعلن سابقاً. وعلمت «الحياة» انه يجري العمل حالياً على إنجاز خط أنابيب جديد يمتد من المنطقة الشرقية إلى ينبع، وسيرفع طاقة الضخ من الشرقية إلى منطقة البحر الأحمر إلى أكثر من 5 ملايين برميل في اليوم. من جانبه، أشار رئيس «أرامكو» السعودية كبير إدارييها التنفيذيين خالد الفالح، إلى أن كلفة المصفاة التي بدأ العمل فيها يبلغ نحو 32 بليون ريال (8.5 بليون دولار)، وأنها قد ترتفع إلا أنها لن تتجاوز 37.5 بليون ريال (10 بلايين دولار). وبمقتضى الاتفاق فإن «أرامكو» ستستحوذ على حصة تبلغ 62.5 في المئة في المشروع المشترك الذي تغير اسمه الآن ليصبح شركة ينبع أرامكو ساينوبك للتكرير «ياسرف»، بينما ستملك «ساينوبك» النسبة الباقية، ومن المقرر أن تقوم أرامكو بطرح ما نسبته 25 في المئة من حصتها للاكتتاب العام. وأضاف الفالح أن اختيار شركة أرامكو السعودية لشريك أجنبي في مشروع المصفاة، يأتي لأمور عدة من بينها أن الشريك يوفر أسواق، إضافة إلى تحمل جزء من تكاليف المشروع، مشيراً إلى أن هذا لا يعني عدم قدرة «أرامكو» على القيام بالمشروع لوحدها أو ضعف في ملاءتها المالية، وإنما يخفف الأعباء المالية عن «أرامكو» التي تنفذ حالياً العديد من المشاريع العملاقة، مضيفاً أن الشراكة تحفز الشركة الجديدة ان تكون أكثر ربحية، والاستفادة من الشركات الكبيرة في لعالم بما تمتلكه من كفاءة وخبرة وتكنولوجيا. وذكر أن العلاقة مع شركة «ساينوبك» متقدمة، وشركة «ياسرف» هي رابع مشروع مشترك بين الشركتين، «وستأخذ مكانها الصحيح إلى جانب شركتي التكرير والتسويق اللتين نشترك في ملكيتهما في مقاطعة فوجيان الصينية، وإلى جانب شركة سيناو للغاز المحدودة، المشروع المشترك في مجال التنقيب والإنتاج في المملكة». ولفت إلى ان «ساينوبك» هي أكبر عملاء أرامكو للنفط الخام، وقال: «تعد الصين في الوقت الجاري أكبر سوق للنفط السعودي، فيما تعد المملكة أكبر مورد للنفط إلى الصين، إذ تزودها بنحو خمس وارداتها الإجمالية من النفط». من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة مجموعة «ساينوبك» قروب فو تشينغيو أن دخولهم في شراكة المصفاة يأتي ضمن الأهداف الاستراتيجية، ومن المشاريع طويلة الأمد التي تعتمد عليها الشركة، مضيفاً أن أرامكو السعودية شريك على مستوى عالمي، وكان العمل معها في مشروع فيوجان المتكامل وفي تسويق المنتجات في الصين مصدر سعادة حقيقية، أما في المملكة، «فإننا من كبار مقدمي الخدمات الهندسية إلى مشاريع التنقيب والإنتاج والتكرير والمعالجة والتسويق العائدة إلى أرامكو السعودية، وندخل في استثمارات مشتركة في مجال التنقيب عن الغاز، وتحصل ساينوبك على نحو 800 ألف برميل في اليوم من النفط الخام السعودي، لتصبح أكبر مشتر من أرامكو». ويجري العمل الآن في بناء المصفاة بطاقة 400 ألف برميل يوميا، وتقع على البحر الأحمر، وكان من المقرر أن يكون هذا لمشروع بين «كونوكو فيليبس» الأمريكية و«أرامكو» لكن «كونوكو» انسحبت في ابريل نيسان 2010 مع تقليص أنشطتها في مجال التكرير لتركز على أنشطة التنقيب عن النفط والغاز. وأكدت أرامكو حينها إنها ستمضي قدما في المشروع حتى بعد انسحاب «كونوكو» لأنه جزء من خطتها لزيادة طاقة التكرير المحلية. وأرست أرامكو في تموز (يوليو) 2010 صفقات بناء المصفاة التي يتوقع أن تكتمل بحلول 2014. ومن المنتظر أن تقوم المصفاة بمعالجة الخام الثقيل من حقل المنيفة النفطي في المملكة الجاري تطويره حالياً ليصل إنتاجه إلى 900 ألف برميل يومياً بحلول 2014. ولدى «أرامكو» بالفعل مشروع مشترك مع ساينوبك هو مصفاة فوجيان في جنوب شرق الصين. وتدرس أرامكو بناء ثلاث مصاف جديدة في مشاريع مشتركة في آسيا أكبر أسواقها وأسرعها نمواً في إطار خططها لزيادة طاقتها التكريرية العالمية 50 في المئة إلى ما يزيد على 8 ملايين برميل يومياً. وسبق أن أصدرت أرامكو السعودية مستندات لمقاولات كبرى لمقاولين محليين ودوليين من ذوي الخبرة في هذا المجال. وتشمل هذه المقاولات مقاولة لإنشاء وحدة للفحم البترولي، وأخرى للزيت الخام وثالثة لمرفق البنزين إلى جانب مقاولات لإنشاء وحدة التكسير الهيدروجيني وساحة الخزانات وخطوط الأنابيب الخارجية وكذلك المقاولات الخاصة بإمداد الطاقة الكهربائية عالية الجهد والبنية الأساسية الأخرى. الفالح: نعمل مع «الكهرباء» لترشيد استهلاك الديزل