وقَّع رئيس شركة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح مع رئيس مجلس إدارة مجموعة ساينوبك قروب فو تشينغيو أمس، في مقر شركة أرامكو في الظهران، اتفاقية تأسيس مشروع مصفاة أرامكو السعودية ساينوبك في ينبع «ياسرف»، بكلفة تصل إلى 37 مليار ريال، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع في عام 2014، كما وقَّع الفالح وتشينغيو مع مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد السلطان اتفاقية تأسيس المركز المشترك للأبحاث والتطوير في وادي الظهران للتقنية. وقال الفالح إن المشروع يُعد الرابع المشترك بين الشركتين، مضيفاً أن «ياسرف» ستأخذ مكانها الصحيح إلى جانب شركتي التكرير والتسويق اللتين نشترك في ملكيتهما في مقاطعة فوجيان الصينية، بالإضافة إلى مشروعنا المشترك في مجال التنقيب والإنتاج في المملكة ساينو للغاز المحدودة». وأضاف الفالح: إن «ساينوبك هي أكبرعملائنا للنفط الخام، وبطبيعة الحال، فإن الصين تعد في الوقت الحالي أكبر سوق للنفط السعودي، إذ تزودها المملكة بنحو خمس وارداتها الإجمالية من النفط». وأوضح الفالح أن «ياسرف» ستساعد في تنمية الاقتصاد المحلي السعودي، وإيجاد فرص عمل جديدة للشركات ورجال الأعمال المحليين، بما يشمل مراحل الهندسة الأولية وشراء المواد والإنشاء في المشروع، وستعالج هذه المصفاة الجديدة بالغة الحداثة والتطور 400 ألف برميل في اليوم من النفط الخام الثقيل، لتحوِل إلى وقود نقل من الأنواع النظيفة عالية الجودة التي تشهد طلبا عاليا، وتستوفي أكثر المعايير العالمية صرامةً، موضحا أن «موقع هذه المصفاة في ينبع، إلى جانب مصفاتينا الأخريين هناك، يعد مثاليا لخدمة الأسواق الخارجية والمنطقة الغربية من المملكة والتي تشهد نموا سريعاً. أرامكو تدعم طاقة التكرير وأكد الفالح أن أرامكو السعودية «لديها اعتقاد قوي بأن مجال التكرير والمعالجة والتسويق يظل مجال عمل مجد ومربح»، متوقعا في الوقت نفسه أن «تصل طاقة التكرير الإجمالية لأرامكو السعودية في مختلف أنحاء العالم إلى ثمانية ملايين برميل في اليوم خلال العقد المقبل، نتيجة للجهود التي تتم حاليا لتنفيذ أكبر توسعة تشهدها شركة بترول في العالم»، لافتا إلى أن «شركات البترول العملاقة مثل أرامكو السعودية تتمتع بقدرات خاصة لتحقيق أقصى قدر من القيمة المضافة على المدى البعيد من خلال تحقيق التكامل بين جميع مراحل أعمالها، بدءا بخروج الزيت من فوهة البئر، وانتهاء بضخ الوقود في محطة البنزين، وتصنيع المنتجات التي تحقق القيمة المضافة من ألياف وبوليمرات ومطاط ولدائن». الاستعانة بأفضل الشركات وأشار الفالح إلى أنه لا يزال أمامهم الكثير من العمل لإنجاز هذا المشروع، وقال: «أعمال تصميم وبناء وبدء تشغيل مصفاة بهذا الحجم من التطور، ليس بالأمر السهل»، مشيرا إلى أنهم «سيتعاقدون مع شركات هندسة ومقاولات تتمتع بأعلى المستويات العالمية، وتبدي التزاما قوياً بهذا المشروع»، مشيرا إلى أنهم سيستفيدون من الدعم المتواصل من مجموعة كبيرة من المؤسسات السعودية والصينية، لإنجاز المشروع حسب الجدول الزمني والميزانية المرصودة، ووفق أعلى معايير الاحترافية والتميز»، كاشفاً عن أن طرح فرص عمل للمواطنين في هذا المشروع تقدر 1200 وظيفة مباشرة، و5000 وظيفة غير مباشرة. تشينغيو: «ساينوبك» أكبر مشتر للنفط من أرامكو ذكر رئيس مجلس إدارة مجموعة ساينوبك قروب فو تشينغيو أن الروابط الاقتصادية القوية بين الصين والمملكة، كان لها الدور الكبير في تسهيل الاستثمار في كلا الدولتين، مشيرا إلى أن الصين تحتاج الطاقة لتغذية نموها المتواصل كونها واحدة من أكبر محركات نمو الاقتصاد العالمي، بينما تحتاج المملكة إلى سوق يمكنها الاعتماد عليها بحكم أنها أكبر منتجي الطاقة في العالم. وأضاف أن ساينوبك تعد من كبار مقدمي الخدمات الهندسية في مشروعات التنقيب والإنتاج والتكرير والمعالجة والتسويق العائدة لأرامكو السعودية، مضيفا أنهم يدخلون في استثمارات مشتركة في مجال التنقيب والغاز. وأوضح فو أن ساينوبك تحصل على 800 ألف برميل يوميا من النفط الخام لتصبح بذلك أكبر مشتر للنفط الخام من أرامكو السعودية، موضحاً أن توقيع اتفاقية مشروع «ياسرف» المشترك يزيد من قوة الشركة باعتبارها أكبر منتجي وموردي المنتجات البترولية في قارة آسيا، مبينا أن مشاركتهم في هذا المشروع بالخبرة الفنية والتجارية مما يؤدي إلى تحقيق التميز التشغيلي والاستفادة من شبكة تسويق واسعة النطاق. وأشار فو إلى أن مشروع «ياسرف» ينسجم مع استراتيجية ساينوبك كونه أكبر استثمار صيني في المملكة الأمر الذي يمنحها القوة والقدرة على الوصول إلى الموارد التي تبرهن على التزامها بتلبية احتياجات الطاقة العالمية على المدى البعيد، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه سيتم تشغيل هذا المشروع وفقا لأعلى المعايير. وأضاف «نحن كشركة نطمح إلى استثمار طويل المدى في المملكة العربية السعودية، ولدينا 13 موردا ومصنعا مختارة سنعرضها على المملكة حتى تتخذ القرار في حال كانت مطابقة للمواصفات. النعيمي: المملكة مستعدة لزيادة إنتاجها النفطي إذا ارتفع الطلب أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي قدرة المملكة على زيادة إنتاجها للنفط متى ما ارتفع الطلب عليه من جانب الدول المستهلكة، مؤكدا أن «المملكة ستلبي طلبات عملائها في هذا الشأن، كونها أكبر بلد منتج للنفط في العالم، ولا تواجه أي مشكلة بهذا الخصوص»، نافيا في الوقت نفسه ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بتشكيكها في قدرة المملكة على زيادة إنتاجها». مضيفا أن «هذا الأمر ليس له علاقة بانخفاض أو توقف إنتاج إحدى الدول المنتجة للنفط». يشار إلى أن إنتاج المملكة من النفط حالياً يصل إلى عشرة ملايين برميل يوميا، حيث استثمرت مليارات الدولارات في حقولها النفطية الضخمة بما يسمح لها نظريا برفع الإنتاج إلى 12.5 مليون برميل يوميا». الفالح: نحرص على تزويد شركات الإسمنت بالوقود اللازم أكد رئيس شركة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح أنه لا يوجد خلافات بين أرامكو ومصانع الإسمنت في المملكة، مشيرا إلى أن الشركة تحرص على تزويد جميع مصانع الإسمنت بمتطلباتها من الوقود، مؤكداً أنه لا يوجد أي نقص في الإمدادات. وأوضح الفالح أن أرامكو ليس لها علاقة بقيام بعض مصانع الإسمنت في المملكة بالتوسع في خطوط إنتاجها، وقال: «هذا شأن شركات الإسمنت، وليس لأرامكو دخل به». وقال الفالح في مؤتمر صحفي على هامش حفل اتفاقية مصفاة «ياسرف»، إن «أرامكو قادرة على إنشاء مشروعات مماثلة، وقال: «الشركة أنشأت مشروعات أكبر من هذا المشروع»، مشيراً إلى أن «مشاركة الشريك الأجنبي لها عدة مزايا، إذ يوفر أسواقاً في الدول النامية مثل الصين، كما يخفف العبء المادي على أرامكو السعودية، ولكن هذا لا يعني عدم قدرة أرامكو على إنشاء مشروعات مماثلة، كما أنه يحفز إدارة الشركة على أن تكون أكثر ربحية من الشركة التي تكون جزءاً من منظومة كبيرة مثل أرامكو السعودية». وأشار الفالح إلى أن هناك مبادرات متعددة منها مركز الطاقة في مدينة الملك عبدالعزيز، الذي ستشارك ارامكو فيه، وذلك لتوفير المنتجات لتلبية الطلب، كما تعمل أرامكو مع جهات أخرى لها علاقة باستهلاك الطاقة مثل شركة الكهرباء، لاستبدال الديزل بالغاز أو بمحطات كبرى تعمل على وقود النفط. اكتشاف حقلي غاز ينتجان 4.3 مليار متر مكعب وكشف الفالح عن أن أرامكو بصدد إطلاق مشروعين قريبا، أحدهما بدأت أولى خطواته الصيف الماضي، والمشروع كاملا سينطلق بعد أشهر عدة، وقال: «أرامكو لديها حقلا غاز في الخليج العربي، سيبدأ العمل فيهما عام 2014، الأول سينتج 1.8 مليار متر مكعب يوميا، والثاني سينتج 2.5 مليار متر مكعب يوميا. وكشف أيضا عن وجود برنامج للتنقيب عن الغاز، وقال: أرامكو تقوم بحفر عدة حقول في الشمال الغربي للمملكة، وفي الربع الخالي أيضاً». مشاهدات * • حضر الأمير سعود بن عبدالله رئيس الهيئة الملكية في الجبيل وينبع حفل التوقيع. * • حضر عدد من رجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين السعودي والصيني. * • تقديم أحد موظفي أرامكو الحفل باللغات العربية والإنجليزية والصينية. * • تكريم الأمير سعود بن ثنيان ووزير البترول على هامش الحفل. جانب من توقيع الاتفاقية
صورة جماعية للمشاركين في حفل التوقيع (تصوير: علي غواص)