أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن ستة مدنيين سوريين انضموا السبت إلى ضحايا قمع السلطات الأمنية، فيما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس تشييع 16 عسكرياً و «انفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة» على سكة الحديد في محافظة إدلب (شمال غربي البلاد) أدى إلى جنوح قطار محمل بمادة الفيول واشتعاله بالنيران وإصابة ثلاثة من عناصر طاقم القطار بجروح. وفي غضون ذلك، اعتبر صحافي سويسري كان موجوداً في الموكب نفسه مع مراسل قناة «فرانس 2» التلفزيونية العامة الذي قتل الأربعاء اثر سقوط قذيفة في حمص (وسط)، أن مقتل جيل جاكييه «جريمة دولة». وأوضح «المرصد السوري» الذي يتخذ لندن مقراً، أن ثلاثة سوريين قتلوا برصاص أصيبوا به السبت في حين قضى ثلاثة آخرون متأثرين بجروح أصيبوا بها الجمعة. وأوضح أنه «في مدينة حمص (وسط) استشهد رجل قرب دوار طريق الشام بعد إصابته برصاص قناصة عندما كان يعمل على سطح أحد الأبنية، واستشهد فتى (13 سنة) اثر إطلاق رصاص عشوائي من حاجز المستوصف في حي باب الدريب والآخر شاب يبلغ من العمر 27 سنة قتل برصاص قناصة في حي باب هود. كما استشهد رجل في حي بابا عمرو متأثراً بجروح أصيب بها (أول) أمس» الجمعة. وفي محافظة إدلب «استشهد رجل من قرية قميناس متأثراً بجروح أصيب بها الجمعة اثر إطلاق رصاص على طريق سراقب - أريحا» وفي محافظة ريف دمشق استشهد شاب في مدينة دوما متأثراً بجروح أصيب بها» الجمعة. ونقل «المرصد» عن مصدر أن قوات الأمن السورية قامت فجر السبت بحملة مداهمات واعتقالات في مدينة جاسم بمحافظة درعا وأصيب تسعة مواطنين بجروح اثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في مدينة الزبداني (محافظة ريف دمشق) كما تهدمت ثلاثة منازل نتيجة القصف. إلى ذلك، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس «انفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة» على سكة الحديد في محافظة إدلب (شمال غربي البلاد) أدى إلى جنوح قطار محمل بمادة الفيول واشتعاله بالنيران وإصابة ثلاثة من عناصر طاقم القطار بجروح. وأوضح مدير عام المؤسسة العامة للسكك الحديدية المهندس جورج مقعبري أن «قطاراً يجر 20 صهريجاً محملاً بألف طن من مادة الفيول التي تستخدم في توليد الطاقة الكهربائية تعرض صباح السبت بعد محطة محمبل باتجاه محطة بشمارون بحوالى ثلاثة كيلو مترات لتفجير عبوة ناسفة ما أدى لانقلاب الرأس القاطر و14 صهريج فيول على جانب الخط الحديدي واشتعال عدد من القاطرات وإصابة السائق ورئيس القطار ومعاونه بجروح نقلوا إثرها إلى مستشفى جسر الشغور الوطني لتلقي العلاجات الطبية اللازمة». وقدر قيمة الأضرار بنحو 600 ألف دولار أميركي، موضحاً أن مادة الفيول تمت تعبئتها من محطة بانياس وسط البلاد لإيصالها إلى محطة الرضوانية في حلب شمالاً لتوليد الطاقة الكهربائية. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «أهالي المنطقة اتهموا السلطات السورية بافتعال التفجير لاتهام الثوار» بتنفيذه. وأشارت «سانا» إلى أن «اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة على سكك القطارات تكررت في عدد من المناطق منذ بداية الأحداث، ومنها استهداف قطار للركاب كان متوجهاً من حلب إلى دمشق ويقل 500 شخص في السودا بمنطقة قزحيل قرب حمص في 23 تموز (يوليو) العام الماضي وآخر للشحن بداية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في منطقة أوبين في ريف إدلب ما أدى إلى إصابة السائق ومعاونه وجنوح ثلاث عربات عن مسار السكة». وأفادت «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة» أقدمت ليل أول من أمس على تخريب أبراج التوتر العالي 400 كيلو فولت لمشروع خط الربط الكهربائي بين محطة التيم بدير الزور ومحافظة الحسكة في شمال شرقي البلاد. وأشارت إلى أن «مجموعة إرهابية مسلحة» كانت استهدفت في عمل تخريبي في 28 الشهر الماضي خط نقل الطاقة 230 كيلو فولت الواصل بين محطتي الشيخ مسكين في محافظة درعا والكوم في محافظة السويداء في جنوب البلاد، عبر زرع عبوات ناسفة على القواعد الاسمنتية. في غضون ذلك، نقلت وكالة «سانا» أنه «شيعت من مستشفيي دمشق وحمص العسكريين أمس إلى مثاويهم الأخيرة جثامين 16 شهيداً من عناصر الجيش استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص وريف دمشق وإدلب». إلى ذلك، اعتبر صحافي سويسري كان موجوداً في الموكب نفسه مع مراسل قناة «فرانس 2» التلفزيونية العامة الذي لقي مصرعه الأربعاء اثر سقوط قذيفة في حمص (وسط)، أن مقتل جيل جاكييه «جريمة دولة». وأضاف الصحافي سيد أحمد حموش معلقاً على ما شاهده، في مقال نشر في صحيفة «ليبرتيه» السويسرية حيث يعمل: «أقول إنها تصل إلى مستوى جريمة دولة. ولدى استرجاع الأحداث تدور في ذهني الكثير من التساؤلات». وكان حموش في القافلة نفسها التي ضمت الأربعاء إلى حمص (وسط سورية) عدداً من الصحافيين بينهم مراسل «فرانس 2». وقتل جاكييه في سقوط قذيفة هاون على قافلة الصحافيين التي نظمت السلطات السورية زيارتها إلى حمص. وأوضح حموش الذي وصل ليل أول من أمس إلى مطار لوبورجيه على الطائرة التي نقلت جثمان الصحافي الفرنسي: «فور وصولي إلى الفندق شعرت بأن العسكريين الذين كانوا في انتظارنا يتصرفون في شكل مريب». وتابع: «توجهنا إلى حمص، وكان الصحافيون في وسط الموكب تحت حراسة أمنية أمام الموكب ووراءه. وعند مستديرة توقف العسكريون. وكان هناك أشخاص تجمهروا ودعوا الصحافيين إلى الخروج من السيارات مؤكدين أنهم يتعرضون للإرهاب ولسقوط قذائف أو صواريخ». وتابع حموش انه عند انفجار أول قذيفة «بدأ البعض يصرخ ويطلب منا الخروج من السيارات والتوجه نحو مكان سقوط القذيفة». ولدى وقوع الانفجار الثاني «انسحب العسكريون وتركونا وحدنا وقالوا لنا أن نتوجه إلى مكان سقوط القذيفة». وبعد حوالى نصف ساعة وسقوط أربع قذائف «قامت سيارات أجرة وإسعاف بإجلاء الجرحى وعادت حركة السير سريعاً إلى طبيعتها» ما أثار استغراب الصحافي السويسري الذي قال إنه «شعر بأن أمراً ما مريباً قد حصل». وعندها تبلغ من صحافي آخر بأن مراسل قناة «فرانس 2» قد قتل. وفي مستشفى حمص استغرب حموش وجود مصور التلفزيون السوري ومنعه من تصوير جثة جاكييه «لعدم استغلال هذه الحادثة» على حد قوله. وجيل جاكييه هو أول صحافي غربي يقتل في سورية منذ اندلاع حركة الاحتجاج الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ عشرة أشهر. وأعلنت السلطات السورية الخميس تشكيل لجنة تحقيق حول ظروف مقتل الصحافي الفرنسي في حين فتح القضاء الفرنسي الجمعة تحقيقاً في مقتل جاكييه.