دمشق، نيقوسيا، باريس - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قتل صحافي فرنسي و8 سوريين أمس الأربعاء، عند سقوط قذائف على مجموعة من الصحافيين في حمص، وطالبت باريس دمشق بتوضيح الملابسات الكاملة لمقتل الصحافي الفرنسي. وأعلنت شبكة «فرانس 2»، ان الصحافي الذي قتل هو جيل جاكييه، احد كبار مراسلي هذه الشبكة العامة. وذكر مصور من وكالة «فرانس برس»، ان قذيفة سقطت على مجموعة من الصحافيين كانوا يجرون تحقيقاً في مدينة حمص التي تشكل معقلاً للحركة الاحتجاجية. وهو اول صحافي غربي يقتل في سورية منذ بداية الحركة الاحتجاجية منتصف آذار (مارس) الماضي. وأوضح المصور ان عدداً من اعضاء المجموعة جرحوا ايضاً، لكنه لم يتمكن من تحديد عددهم. وتابع أن احد الجرحى صحافي بلجيكي أصيب في عينه. وكانت مجموعة الصحافيين موجودة في حمص في اطار رحلة نظمتها السلطات السورية التي تحد من تنقلات وسائل الإعلام الأجنبية في سورية. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «قذائف هاون او آر بي جي سقطت على المنطقة بين احياء عكرمة والنزهة» بينما «كان وفد صحافي موجوداً هناك». وأضاف أن «صحافياً غربياً وستة سوريين قتلوا» كما «سقط جرحى»، فيما افادة وكالة الانباء السورية بمقتل 8 سوريين. وأكد المرصد أنه «لا يعلم ما هو مصدر القذائف، لكن النشطاء في المدينة يتهمون السلطات»، مطالباً «بفتح تحقيق في الحادث». وطالب وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه دمشق ب «توضيح كامل لملابسات» مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه. وأضاف في بيان: «نحن نندد بشدة بهذه الفعلة الشنيعة»، مطالباً السلطات السورية ب «ضمان أمن الصحافيين الدوليين العاملين على اراضيها وحماية حرية الاعلام التي هي حرية اساسية». وكان المرصد السوري أعلن ان أربعة مدنيين قتلوا الاربعاء برصاص قوات الامن السورية في حماة (وسط سورية) حيث تدور مواجهات بين الجيش ومنشقين عنه. وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، إن «اربعة شهداء سقطوا في بلدة كفرنبودة خلال إطلاق نار واقتحام البلدة، بينما الاشتباكات دائرة بين منشقين والجيش النظامي بينهم ضابط منشق برتبة ملازم اول». من جهة اخرى، قال المرصد ان قوات الامن السورية اطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة لطلاب في داريا في ريف دمشق. وفي محافظة إدلب قرب الحدود التركية، قال المرصد إن «اهالي مدينة معرة النعمان أعلنوا الإضراب العام في المدينة احتجاجاً على الاوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشونها». وتحدث عن «قطع التيار الكهربائي أكثر من 12 ساعة يومياً، وعدم توافر المازوت للتدفئة، ولا اتصالات ولا إنترنت (...) مع انتشار الحواجز الامنية في الشوارع الرئيسية والفرعية». الى ذلك، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) امس بسقوط أربعة عسكريين وإصابة ثمانية ب «عبوة ناسفة فجرتها مجموعة إرهابية مسلحة» صباح امس في سيارة عسكرية في منطقة يعفور في ريف دمشق. ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن «المجموعة الإرهابية المسلحة، فجرت العبوة الناسفة خلال توجه السيارة إلى إحدى الوحدات العسكرية في المنطقة المذكورة «. الى ذلك، اعلنت «سانا» أن مجموعة إرهابية مسلحة أقدمت اول امس على خطف العقيد غسان عبد الله حميد على مفرق قرية الضبعة في ريف حمص وسط البلاد. وأوضحت ان عبد الله حميد «كان متوجهاً من منطقة القصير إلى مقر عمله في مطار الضبعة، حين خطفته المجموعة الإرهابية بقوة السلاح إلى مكان مجهول». كما اشارت الوكالة الرسمية الى ان «الجهات المعنية ضبطت سيارة في داخلها 40 ألف حبة مخدر بالقرب من قرية المشيرفة في ريف حمص على الحدود مع لبنان أثناء محاولتها الدخول للأراضي السورية». جاكييه أول صحافي أجنبي يُقتل منذ بدء الاحتجاجات باريس - أ ف ب - يعتبر الصحافي الفرنسي جيل جاكييه، الذي قتل في حمص أمس، أحد كبار مراسلي «فرانس 2» منذ 1999، فقد غطى وقائع الحرب في العراق، وافغانستان، وكوسوفو واسرائيل، وأعدَّ عدداً كبيراً من التحقيقات لبرنامج «موفد خاص» الشهير في فرنسا. بدأ جاكييه عمله في شبكة فرانس 3 العامة في تحرير الأخبار الإقليمية بمكتب ليل شمال فرنسا عام 1991، ثم انتقل الى تحرير الاخبار الوطنية عام 1994. حصل في 2003 على جائزة ألبير لوندر، التي تكافئ الصحافيين، مع برتران كوك أحد كبار مراسلي فرانس 2 أيضاً، عن تحقيق أعدّاه خلال الانتفاضة الثانية والعملية العسكرية التي شنها الجيش الاسرائيلي في نيسان (ابريل) 2002. جاكييه هو أول صحافي غربي يُقتل في سورية منذ اندلاع حركة الاحتجاج على النظام في 15 آذار (مارس)، بعدما سقطت قذيفة على مجموعة صحافيين كان ضمنها في حمص، وكانوا يُجرون تحقيقاً في هذه المدينة التي تشكل أبرز مناطق الاحتجاج على النظام السوري. أصيب في المجموعة مع جاكييه بضعة صحافيين لم يعرف عددهم، أحدهم صحافي بلجيكي أصيب في عينه.