تعرضت بائعات البسطات الشعبية إلى الطرد والنقل غير مرة. وبدأت مسيرة الملاحقة منذ اندلاع حريق القيصرية القديمة في العام 2001، لينهي حقبة تاريخية تجاوزت ستة قرون. وحاولت البائعات التصدي لعمليات النقل المتكررة، حتى أنهنَّ تهجمْنَ على مسؤول من بلدية الأحساء (قبل تحولها إلى أمانة)، حاول إبعادهن من أمام السوق، فبدأ العراك برمي الحجارة عليه، وعلى سيارات مقاول، كان عماله يهمُّونَ بنقل بسطاتهن. كما تعرضت البائعات إلى الإبعاد مرة أخرى، بعد أن قررت البلدية إزالة السوق النسائي الشعبي المقابل لسوق الذهب في حي الفوارس في الهفوف، ليتحول المكان إلى مجمع تجاري. ولم تجد صاحبات البسطات غضاضة من اللجوء إلى الحجارة، لمنع عمال شركة المقاولات من إزالة السوق، إلا أنهن استسلمن للقرار لينتقلن إلى أماكن أخرى، سرعان ما لفتت الأنظار إليها، ليُثبتن تصميمهن على أن يكن بائعات، على رغم كل الصعوبات التي واجهنها، وقبل أعوام من قرار البدء في تأنيث المحال النسائية. غير أن أمانة الأحساء، قررت في الصيف الماضي، إنهاء فصول المعاناة، إذ بدأت في تنفيذ السوق النسائي في مدينة الهفوف، الذي «سيسهم في إيجاد مقر دائم للبائعات» بحسب قول الأمين المهندس فهد الجبير، الذي أوضح أن انتقالهن إليه سيتم في «فترة قريبة».