أرجع باعة ومتسوّقون أسباب عزوفهم عن سوق القيصرية التاريخي في الأحساء الذي يتربع شامخاً في مدينة الهفوف، والتي جدّدت بناءه الأمانة مؤخراً، بسبب التأخير الكبير في إنجاز القيصرية والذي استمر ما يقارب عشر سنوات، والتي كانت كافية لانصراف أصحاب المحلات والمتسوّقين إلى وجهات أخرى. وارجعت بائعات كانت لهن بسطات في القيصرية عدم عودة المستوى الشعبي السابق لسوق القيصرية، وعدم الإقبال عليه من السياح والبدو وتناقص مرتاديه من دول الخليج لعزوف البدو عن التسوّق بعد أن فقدت القيصرية من كانت تحتضنهم من مئات السنين من السيدات الباعة العاملات في القيصرية سابقاً واللاتي يصنعن المنتجات البدوية. لا يمكن بأي حال من الأحوال إعادة القيصرية إلى ثقلها السابق إلا من خلال إغلاق السوق المؤقت فوراً، لعودة أصحاب المحلات التي تركها أصحابها مغلقة، وذلك هو الحل الوحيد لتوهّج قيصرية الأحساء وعودة الحياة إليها من جديد مرة أخرى.في البداية أكد المواطن سعد العبدالله .. أن أمانة الأحساء اجتهدت في التصميم فقط، ولم تهتم بما تحتويه القيصرية، حيث طاف عن مخيّلتها عصر النهضة التي تعيشها أجيال اليوم، والتي وضعت ثقل مشروع القيصرية فقط من الناحية التراثية المعمارية، مشيراً إلى أن الأمانة نجحت بالفعل في هذا الجانب، لافتاً إلى أنه يمكن الآن إضافة خدمات أخرى غير المحلات التقليدية التي أغلقت أبوابها رغم أن الكثير من التجار استلم المحل ودفع الإيجار، إلا أنه يفضل السوق القديم لوجود حركة مبيعات نشطة على مدار الأسبوع. ويقول أبو علي الذي يمتلك محلاً في القيصرية مغلقاً، ويمارس نشاطه التجاري في محله المؤقت بسوق الخضار، إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إعادة القيصرية إلى ثقلها السابق إلا من خلال إغلاق السوق المؤقت فوراً، لعودة أصحاب المحلات التي تركها أصحابها مغلقة، مشيراً إلى أن ذلك هو الحل الوحيد لتوهّج قيصرية الأحساء وعودة الحياة إليها من جديد مرة أخرى. وأبانت أمانة الاحساء أن إعادة بناء القيصرية بطباعها التراثية تأتي كهدف سياحي والمحافظة على الهوية التراثية التي كانت القيصرية أحد معالمها التاريخية والأمانة ربطت عدداً من الشراكات مع الجهات المعنية لتطوير وسط الهفوف التاريخي، مؤكدين أن القيصرية تمّ فيها إضافة عدد من الخدمات المساندة والأساسية من مواقف سيارات ودورات مياه وتأمين كافة وسائل الأمن والسلامة!!!
سيدات: منتجات البدو ستبعث السوق من جديد و أشارت بائعات إلى أن السياح في السابق يرتادون القيصرية لمشاهدة، ما تحيكه النساء من التراث كالحبال، وأخطمة الإبل، وما يحتاجه البدو لمزاين إبلهم، مؤكدين بأن رواد السوق من دول الجوار يأتون خصيصا لشراء الإقط، والسمن، وبعض حاجاتهم الخاصة، لافتين إلى أن البدو يأتون لمقايضة النسوة، بالإقط والسمن وشراء مستلزمات نساء البادية، كالبراقع، والحناء، والمعمول، مضيفين بأن المكمل لعناصر الجذب افتقدته القيصرية الحالية، بغياب السيدات اللاتي يمتهن حياكة الطواقي الحساوية، إلى جانب عدم وجود الحرفيين من خرازي الأحذية الشرقية، مطالبين بعودتهن مرة أخرى لإحياء القيصرية مرة أخرى، مضيفين إلى أن عزوف شريحة البادية والتي تمثل دفعا قويا في تحريك المبيعات خيم بظلاله على السوق، وهذه الشريحة تأتي من البطحاء على مسافة ما يقارب 280 كيلو مترا، ثم سلوى، وتماني، والسيح، الهجن الإبل، وكذلك مدية السيح، ثم سوده، و مريطبة، الغويبة، جميع هذه الهجر سكانها يعملون في تربية الماشية ويحتاجون لأعمال من منتجات تلك النسوة. لذلك فإن عودة منتجات البدو إلى السوق هى التى سوف تعمل على إحيائه من جديد ويعود إلى سابق عهده.
المطاعم والخدمات الحديثة غائبة من جانبه أبدى الشاب أحمد في ربيعه العشرين، استغرابه من عدم وجود تخصيص محلات للمطاعم والمقاهي داخل القيصرية، كما أنه انتقد عدم توفر محلات خدمية التي تجذب الشباب، مقارنا القيصرية بسوق واقف بدولة قطر الشقيقة، والذي يتمتع بكامل المواصفات التراثية إلى جانب تضمنه كل الخدمات الشبابية من مطاعم، وحلاقين، ومطاعم ترفيهية، وغيرها، بدون الخروج عن الغرض التراثي الذي زاد من روعة المكان، والإقبال الكبير عليه من داخل وخارج قطر. ويستكمل الحديث الشاب فارس طالب جامعي انه كان دائما يرتاد سوق القيصرية مع والده أما الآن يفضل الذهاب إلى المولات التجارية الحديثة التي تتوفر فيها العديد من الخدمات.
مولات تجارية حديثة تجذب الشباب من ناحية أخرى أكد مواطنون آخرون .. أن ظهور أسواق ومولات تجارية حديثة جذبت شريحة الشباب وغيرت وجهة تسوقهم إلى تلك الأسواق، إلى جانب تعود المستهلكين على التسوق من خلال القيصرية المؤقتة "سوق الخضار سابقا" فيما لفت شباب إلى أن عدم توفر المطاعم، والمقاهي العصرية، والمحلات الترفيهية الشبابية، واكتظاظ وسط الهفوف أبعد الناس عن قصد القيصرية، كما أشار مواطنون الى أن اقتصار القيصرية فقط على محلات تجارية تقليدية ساهم بقوة في نفور الشباب من هذه السوق التاريخية والتي تعتبر من أهم معالم الجذب السياحي لمحافظة الأحساء، مشددين على أن غياب الكثير من الأشياء الحديثة الأخرى التي تفتقدها السوق ساهمت في العزوف بشكل واضح .