كدت أن أرشحه أفضل خبر تنموي محلي لهذا الأسبوع من عنوانه، تسعة مستشفيات جامعية بقيمة 4 بلايين ريال، ثم عند قراءة التفاصيل وجدتها مستشفيين ضمن خطة أو «نية» أو «مشروع» لبناء تسعة، لكنه يظل خبراً جيداً من وزارة التعليم العالي. أتمنى أن يكون في كل جامعة مهما صغرت مستشفى جامعي، يتعلم فيه طلاب كليات الطب، طب الأسنان، الصيدلة، العلوم الطبية المساعدة، فلن يرتقي مستوى الممارسين الصحيين إلا بذلك، وتعرفون الدور الذي لعبته المستشفيات الجامعية التي كانت تعد على أصابع اليد الواحدة. يعتقد البعض أن جامعاتنا زادت من ثماني جامعات إلى نحو 32 جامعة حكومية وخاصة، فيها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وأعتقد جازماً أن الزيادة أكبر، لأن بعض الجامعات تمت مضاعفة حجمها، وتوسعها أفقياً وعمودياً لمزيد من الاستيعاب، كما تمت، وهذا ملمح مهم جداً، زيادة صلاحيات بعضها، فأضحت تروم إلى استقلالية مادية في المستقبل، وحقق بعضها انجازاً تمثل في إطلاق مشاريع تدر عليها مكاسب مالية تجعلها في المستقبل ذاتية الموارد، وهذا ديدن عالمي معروف لأعرق الجامعات في أصقاع المعمورة. المستشفيات الجامعية ستضاف إلى منظومة صحية تعاني ضغطاً شديداً نتيجة لزيادة سكانية مطردة، وزيادة في المشكلات الصحية، وهي عانت من تباطؤ وتيرة توسعها نسبياً قبل أن تعود عجلة تنميتها إلى الدوران بشكل أسرع لعلها تستوعب، وبالربط بين الاتجاهين يجب أن تفكر إدارات الجامعات في كيفية جعل هذه المستشفيات تحصل على موارد خاصة من دون إثقال كاهل المواطن، ثم تأجير مساحات الخدمات كالصيدلية التكميلية، الزهور، المقهى، المطعم للزوار، بل وحتى خدمات الأجنحة. الطلب على الرعاية الصحية يزداد للأسف، مع ضعف رقابتنا على الغذاء والماء المعبأ، ومع إهمالنا للبيئة، ومع نمط الحياة «السياراتي» نسبة إلى السيارة، ومع الأرقام المخيفة التي تعلن للأمراض المستعصية، والخبيثة، أجاركم الله منها، وشفى المصابين بها. أعرف كيف كان يعمل المستشفيان الجامعيان في الرياض، وأشهد أنهما في الماضي كانا ركيزتين مهمتين لتقديم الرعاية الصحية، وهما يعانيان ضغطاً شديداً لا تخطئه العين وأتمنى ألا يخطئه التخطيط الاستراتيجي، ونشهد تطورات وتوسعة مهمة وكبيرة في مستشفى الملك خالد، لكنه ينوء بحمل كبير صنعته سمعة طبية جيدة تزيد الإقبال عليه، وهذا ما نريده في كل جامعة أو في كل منطقة ومدينة، على اعتبار أن الجامعات ستصبح في كل مكان. أيضاً ولكونها مستشفيات تعليم، فهي ستكون بيئة بحث وتنافس مهمة، وستظهر المنافسة في المستقبل إذا تم تقدير ما ينجز بحثياً على شكل منجزات طبية، وربما اختراعات، ونتائج أثق أن هناك عقولاً تستطيع الوصول إليها، إذا توافرت العقليات التي تتيح للإبداع مساحة حضور، ومن قبل ذلك مساحة دعم ومؤازرة. [email protected] twitter | @mohamdalyami