الحديث عن الفرق الرياضية للجامعات السعودية كان مدخلاً، من الباب الذي يحبه أغلب الناس، الرياضة، والترفيه، والمراد أن جامعاتنا السعودية الجديدة بالذات تشكل احد مظاهر مخاض الإصلاح الذي نعيشه، فهي يفترض أن تبدأ من حيث انتهت الجامعات القديمة والكبيرة، وستتلافى بالتأكيد أخطاءها الأكاديمية، المالية، وبالطبع خطأ عزلتها عن المجتمع واحتياجاته حتى وقت قريب. الباب الثاني من أهم مساهمات الجامعات العلمية والعملية، هو المستشفيات الجامعية التي تشكل ركيزة أساسية لتقديم الخدمات الصحية وتدريب الطلاب وتهيئتهم في الجوانب العملية والسريرية، ولدينا تجارب لثلاثة أو أربعة مستشفيات جامعية حملت لعقود من الزمن حملاً ثقيلاً في المدن الرئيسية وهي تنوء، كما هو الحال في كل مستشفياتنا بهذا الحمل الذي جعل بعض المرضى يموتون من المرض لتأخر مواعيدهم أو من شدة الفقر، لأن القطاع الصحي الخاص قضى على ما يملكون. إن تواجد كليات الطب في كل منطقة من مناطق المملكة، ونحن هنا نتحدث عن 30 منطقة تقريباً سيكمل عقد المستشفيات الجامعية خلال السنوات القادمة لنراها موجودة في كافة المناطق، وهو ما يعني بالطبع ان جميع الجامعات السعودية الجديدة في كل المدن الصغيرة يجب ان تضم بين كلياتها كلية للطب، يكون المستشفى مركز تدريبها وتطبيقها. هذه المستشفيات يجب أن تهتم بالخدمات التعليمية والبحثية كأولوية لها، ثم يأتي تقديم الخدمات الصحية في الدرجة الثانية، وكلاهما مهم للناس والمجتمع والصحة، ولا زلت اذكر تصريحاً قبل نحو عامين لأحد وكلاء جامعة الملك سعود يعتبر فيه هذه المستشفيات من أنشط مؤسسات الوطن في موضوع التدريب والتطوير بل هي من أكثر البرامج قدرة وفعالية في موضوع توطين الوظائف ورفع قيمة المنتج الوطني وهو أشار إلى أن كثيراً من المنجزات الوطنية في المجال الصحي تنطلق من جذور واضحة المعالم نمت في المستشفيات الجامعية في المملكة. سيعود الآف المبتعثين في التخصصات الطبية، وسيتخرج مثلهم من الجامعات السعودية، فضلاً عن التخصصات الصحية الأخرى المساعدة والمساندة، وبعضها كما نعلم بات رقماً في قوائم البطالة، فستكون هذه المستشفيات بمثابة حضن لهم لممارسة تخصصهم بدلاً من جلوس بعضهم في قرى نائية يقومون بتسجيل أسماء المراجعين وظائف مكتبية اقل من عادية. وعوداً على بدء، فالفرق الرياضية والمسرحية الجامعية ستتنافس على كؤوس البطولات، ودروع التكريم، لكن المستشفيات ومراكز البحث الجامعية ستتنافس على المنجز العلمي، ومع مرور الزمن افترض ان كلاً منها سيكون مرجعية إقليمية في تخصص ما، او نوع ما من الطب، وهذه سنة التنافس في مراكز البحث الطبية الملحقة بالجامعات حول العالم. يتسرب الأطباء المبرزين من المستشفيات الحكومية، حسناً، لا ألومهم كثيراً، وأتمنى أن تكون الجامعات الجديدة بمثابة النبع الذي لا ينضب من الأطباء المميزين، فثلاثون كلية طب وثلاثون مستشفى جامعي بأحجام تليق بالتنافس العلمي، ستصنع الفرق لا محالة. [email protected]