في ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لا يتوقف التاريخ عند الحب الصادق المتبادل بين القيادة والشعب فقط، ولن يتوقف عن تسجيل عام مضى واستشراف عام أجمل سيأتي، لكنه من قبل ومن بعد يتوقف عند المنجز. لقد أدرك الملك أن التطور لا يكون إلا بالتعليم، أو بصناعة عقل وقدرات إنسان قادر على صنع المنجز، لذلك أتوقف عند المنجز التعليمي، وهو ضمن قائمة من المنجزات الإصلاحية، والقرارات التاريخية التي وقف عليها بنفسه وتابعها شخصياً. يعتقد البعض أن جامعاتنا زادت من ثماني جامعات إلى نحو 32 جامعة حكومية وخاصة، فيها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، واعتقد جازماً أن الزيادة أكبر، لأن بعض الجامعات تمت مضاعفة حجمها، وتوسعها أفقياً وعمودياً لمزيد من الاستيعاب، كما تمت، وهذا ملمح مهم جداً، زيادة صلاحيات بعضها، فأضحت تروم إلى استقلالية مادية في المستقبل، وحقق بعضها إنجازاً تمثل في إطلاق مشاريع تدر عليها مكاسب مالية تجعلها في المستقبل ذاتية الموارد، وهذا ديدن عالمي معروف لأعرق الجامعات في أصقاع المعمورة. الجامعات ليست كليات فقط، انها مستشفيات جامعية ستضاف إلى منظومة صحية تعاني ضغطاً شديداً نتيجة زيادة سكانية مضطردة، وزيادة في المشاكل الصحية، وهي عانت من تباطؤ وتيرة توسعها نسبياً قبل أن تعود عجلة تنميتها إلى الدوران بشكل أسرع لعلها تستوعب. وما نروم إليه، أن تصبح الجامعات أيضاً مراكز إبداعية في الفنون عبر مسارح الجامعات التي عطلت أو تم تقنين إبداعها، والرياضة عبر دوري الجامعات الذي ربما ساهم في رفع مستوى الرياضة في البلاد كأحد ملامح تنمية الشباب واستيعاب طاقاتهم، وفي شتى المجالات الأخرى التي يمكن أن تضاف إلى منتجاتها العلمية والثقافية. وفي التعليم أيضاً كما قرأت في تقارير إعلامية بمناسبة البيعة أن التأهيل التربوي شمل 89 محافظة في مختلف مراحل التعليم من رياض الأطفال إلى الثانوية، وفي الوقت نفسه تم ابتعاث نحو 100 ألف طالب، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وهذا الابتعاث يعد ورشة عمل عملاقة عالمية انخرط فيها شبابنا ليعودوا بما يساعدهم على معيشة أفضل، ويساعد الجامعات على تطورات أكثر، وبالتالي يساعد المجتمع والاقتصاد على خطوات أكبر وأكثر عمقاً، فالتجارب التي عاد وسيعود بها المبتعثون من دول مختلفة وثقافات متقدمة مختلفة ستكون إثراء حقيقياً يصب في مصلحة تعليم الإنسان، وليس فقط منحه شهادة ممهورة تتيح له درجة وظيفية أو ميزة مالية. مشاريع كثر على أصعدة أخرى أطلقها ملك المملكة العربية السعودية لتطوير التعليم العالي، لتطوير القضاء، لتطوير الخدمات الصحية، للحكومة الالكترونية، للحوار الوطني الثقافي الإبداعي، وغيرها كثير، ومن بلدنا منارة الطموح، يطلق دوماً مشاريع للأشقاء والأصدقاء شهدوا بجودتها ورقيها وسلامها ومحبتها ولو لم ينفذ بعضهم بنودها. [email protected]