حركت كلمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أول من أمس، كل القوى الشيعية المناهضة، فلوحت كتلة «المواطن»، بزعامة عمار الحكيم باللجوء إلى تشكيل تحالف جديد، إذا لم يوافق «إئتلاف دولة القانون» على ترشيح بديل للمالكي، وأكدت كتلة الصدر التوجه ذاته، ما يشير إلى عمق الخلافات واحتمال تعرض التحالف الشيعي للانشقاق. واعترفت إيران للمرة الأولى بأن بعض مواطنيها يدافعون عن الأماكن «المقدسة» في العراق، وشيعت قتيلاً أفادت وكالة «فرانس برس» أنه طيار قتل في سامراء، حيث ضريح الإمامين العسكريين. (للمزيد). وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن قادة «التحالف الوطني» (الشيعي) وائتلاف المالكي تلقوا رسائل شديدة اللهجة من المرجع علي السيستاني، تدعوهم إلى التخلي عنه للمحافظة على «وحدة الصف»، بالتزامن مع اتصالات ايرانية في الاتجاه ذاته. وأكدت المصادر ان اطراف «التحالف» حسمت امس موضوع رئيس الحكومة بترشيح مدير مكتب المالكي السابق القيادي في «حزب الدعوة» طارق نجم للمنصب. وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اصدر بياناً امس جاء فيه ان المالكي «زج نفسه وزجنا في مهاترات أمنية كبيرة وازمات سياسية، واخص منها تعاون القضاء العراقي معه في ابدال الكتلة الاكبر بالتحالف الاكبر»، في اشارة الى فتوى المحكمة الاتحادية عام 2010 التي حددت «الكتلة الاكبر» وحرم على اساسها ائتلاف «العراقية»، بزعامة اياد علاوي، تشكيل الحكومة. واكد الصدر دعمه مرشحاً جديداً لرئاسة الحكومة من كتلة المالكي، وحضها على ترشيح «من هو صالح». المصادر السياسية، اكدت ل«الحياة» ان بيان المالكي اول من امس، لم ينل دعم طهران، التي ابلغت القوى الشيعية عدم تشجيعها بقاءه لولاية ثالثة. ولفتت الى ان «كتلته لم يعد امامها، اذا تمسك المالكي بقراره، سوى الذهاب الى المعارضة وهذا امر مستبعد، والمرجح ان اصراره على موقفه سيؤدي الى انشقاق حاد في الكتلة». لكنها اكدت ان القوى الشيعية تنتظر سيناريو أكثر تفاؤلاً وهو تراجع المالكي بنفسه عن قرار الترشيح. وقال القيادي في كتلة الحكيم علي شبر ل»الحياة» ان «التحالف الوطني هو الكتلة البرلمانية الأكبر وليس ائتلاف المالكي، وعليه فان رئيس الوزراء يجب ان يكون مرشحاً عن التحالف وليس دولة عن القانون وحدها». واضاف إن «المالكي ليس مقبولاً لدى الكتل السنية والكردية، اضافة الى الاحرار والمواطن الشيعيتين، ونحن نريد شخصية مقبولة من الجميع، والاصرار على الولاية الثالثة قد يدفعنا الى خيارات اخرى، ومنها التحرك نحو كتل خارج التحالف لضمان اصوات مرشحي الائتلاف الوطني» (يضم الاحرار والمواطن) في اشارة الى التحالف مع الاكراد والسنة لتشكيل الحكومة بمعزل عن المالكي. إلى ذلك، علمت «الحياة» من مصادر رفيعة المستوى ان محادثات أولية جرت بين مسؤولين سنة وممثلي فصائل مسلحة سنية، بدعم أميركي للعمل على مواجهة تنظيم «داعش»، فيما بدأ التنظيم اعتقال مسلحين في الموصل وتكريت وجنوب كركوك، رفضوا مبايعة أبو بكر البغدادي خليفة. وأوضح مصدر، طالباً عدم نشر الى اسمه ل «الحياة» امس، ان لقاءات أولية جرت بين مسؤولين وشخصيات مؤثرة في الموصل وتكريت والانبار ومثلي فصائل مسلحة سنية لمناقشة تداعيات اعلان «داعش» الخلافة وتكريس نفوذها في العراق. وأضاف ان اللقاءات تجري بدعم اميركي ولكنها ما زالت في بدايتها، وتتناول قائمة بالفصائل المسلحة واعدادها واماكن نفوذها وقدراتها، اضافة الى اتصالات مباشرة مع قادة ميدانيين وضباط في الجيش السابق لمعرفة موقفهم. في طهران أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم ان الدستور العراقي يضمن تحقيق «مطالب كل مكونات الشعب الذي لن يرضى بتجزئة بلاده ابداً». في هذه الاثناء نعي رئيس لجنة اعادة اعمار «المراقد المقدسة» الايرانية حسين بلارك احد منتسبي هذه اللجنة الذي « استشهد نتيجة اصابته بشظايا قذيفة استهدفت الحرمين العسكريين في مدينة سامراء».