قدّم «المؤتمر الدولي ال 16 لأمراض الخصوبة والعقم» الذي استضافته القاهرة أخيراً، بشرى إلى السيدات اللاتي يعانين تكيّساً في المبيض. إذ أوضح الدكتور عماد درويش رئيس «وحدة أمراض النساء والسُمنة» في كلية الطب في جامعة الإسكندرية، أن البحوث العلمية الحديثة توصّلت إلى نوع جديد من الأدوية التي تعمل على تثبيط عمل الهرمون الذي يُفرز من الدماغ لتنشيط المبيض. ولاحظ أن هذا الهرمون يترك آثاراً جانبية مدمرة على صحة من تضطر إلى تناول أدوية تنشّط إفرازه، على رغم معاناتها مرض التكيّس في المبيض، مثلما يحدث أثناء إعداد المرأة للتلقيح اصطناعياً. وأضاف درويش أن هذا الدواء يحمي المرأة من مضاعفات التنشيط الزائد، مشيراً إلى سعي البحّاثة للتأكد من أن الدواء لا يقلّل من فرص الحمل، خصوصاً أن عمليات التلقيح الاصطناعي مكلفة للغاية. من جهة أخرى، أوضح درويش أن نسبة الإصابة بتكيّس المبيض تتراوح بين 15 و20 في المئة من الإناث، رابطاً بين التكيّس والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ونمط التغذية المعتمد على الوجبات السريعة التي تحتوي نسبة عالية من الدهون، ووجود استعداد وراثي. وقال: «من الممكن اكتشاف التكيّس مبكّراً عند سن البلوغ، عبر بعض الأعراض، مثل اضطراب الدورة الشهرية، والسمنة الزائدة التي تعطي الأنثى شكلاً شبه كروياً، بمعنى زيادة الدهون في وسط الجسم، وظهور شعر زائد في منطقة الذقن. وتستوجب هذه الأعراض استشارة الطبيب. لم تعد النصيحة طبياً لأولئك الفتيات بأن يؤجّلن العلاج إلى ما بعد الزواج، بل ينبغي التبكير بالعلاج وتناول أدويته بانتظام، لأن هذا يُعيد للمبيض جزءاً من فاعليته. في المقابل، يُعرّض تأجيل العلاج الفتاة للإصابة بأورام في الرحم». وأكد درويش أيضاً أن استئصال الأكياس جراحياً إجراء غير مُحبّذ، لأنه يؤدي إلى التصاقات قد تتسبب في العقم، مشيراً إلى الميل حاضراً لإجراء عملية للرحم بالمنظار، مع اللجوء إلى كيّ المبيض طبياً. على صعيد آخر، حذر درويش من التسرّع في تعاطي الأدوية المُنشّطة للمبيض، وهو ما يعمد إليه بعض الأطباء تحت إلحاح المريضات كحال زوجة لم يمرّ على زواجها سنة لكنها ترغب في الإنجاب بسرعة، ومن تسعى لإنجاب توأم كي تستريح من تكرار تجربة الحمل والولادة وغيرهن. في السياق عينه، أكّد الدكتور إبراهيم محروس، أستاذ أمراض النساء في جامعة الأزهر، أن بحوث زراعة الأعضاء التناسلية نجحت في استخلاص نسيج المبيض وإعادة زراعته واستعماله بطريقة تساعد على حدوث الحمل. وقال: «يعتبر هذا مفيداً في حالات العلاج الإشعاعي الذي تتعرض له المرأة عند الإصابة بالسرطان، لأنه قد يُوقف عمل المبيض. وعند الشفاء من السرطان، تكون المرأة قد احتفظت بالحق في الأمومة، عبر تخزين نسيج المبيض ثم إعادة زرعه في الأنثى نفسها. هناك تجارب متقدّمة في زراعة الرحم. وقد تكوّنت جمعيات عالمية للاحتفاظ بالخصوبة عبر استعمال التكنولوجيا الحديثة». وأوصى المؤتمر الذي شارك فيه 23 اختصاصياً من الولاياتالمتحدة وألمانيا وتركيا وبلجيكا، وما يزيد على 800 طبيب مصري، بضرورة التعليم الطبي المستمر، وإقرار عملية تجديد الرخص الطبية للأطباء لحضّهم على الاستمرار في الإيفاء بشروط ممارسة المهنة وضمنها الإلمام بالمعلومات الطبية الحديثة، خصوصاً أن نسبة من الإصابة بالعقم تأتي من أخطاء الأطباء!