أعلن أطباء أن بإمكان المرأة أن تحافظ على خصوبتها أجلا غير مسمى بعد زراعة مبيض تتيح لها الاستمرار في الانجاب وتؤخر انقطاع الطمث. فقد قال الأطباء إنهم توصلوا الى طريقة لأخذ قطع من المبيض وخزنها عقودا من السنين ثم إعادتها تباعا بجراحة دقيقة وبذلك "تجميد" بلوغ المرأة سن اليأس أو انقطاع الطمث. وأكد الأطباء ان الشيء الوحيد الذي يمنع المرأة من الانجاب في سن متقدمة بهذه الطريقة هو قدرتها الجسدية على حمل الرضيع في أحشائها. وبتأخير الوصول الى مرحلة انقطاع الطمث يمكن للمرأة أن تتفادى ايضا مخاطر الاصابة بهشاشة العظام وأمراض القلب التي تقترن بانتهاء خصوبتها وقد تزيد خطر الاصابة بسرطان الثدي وسرطان الرحم. واستمع مؤتمر طبي في اسطنبول كيف وُلد 28 رضيعا في انحاء العالم لنساء أُزيل نسيج المبيض منهن قبل خضوعهن لعلاج كان سينهي خصوبتهن ثم أُعيد النسيج اليهن لاحقا أو بين توائم بتبرع امرأة بنسيج مبيضها لأخرى. وأُنجب غالبية الأطفال بعد حمل المرأة بصورة طبيعة دونما حاجة الى تلقيح اصطناعي. وقال الجراح الاميركي الدكتور شيرمان سيلبر الذي شارك في زراعة مبيض لإحدى عشرة امرأة في الولاياتالمتحدة "ان احتمالات تعمير المرأة التي تولد اليوم الى مئة عام تبلغ 50 في المئة ويعني هذا انها ستمضي نصف حياتها في سن اليأس". واضاف ان بامكان المرأة ان تخضع لجراحة تزيل قطعا من المبيض في شبابها ثم تُعاد القطعة الأولى اليها مع اقترابها من سن اليأس. "وبعد ذلك يمكن ان تُعاد القطع الأخرى كل عشر سنوات". ولاحظ الدكتور سيلبر ان بعض النساء قد يرغبن في المرور بمرحلة انقطاع الطمث أو سن اليأس ولكن أُخريات قد لا يردن ذلك. ويعني هذا انه لا يتعين على المرأة ان تراقب "ساعتها البيولوجية" وان القيد الوحيد على حملها سيكون قدرتها الجسدية على حمل طفل وولادته. وقال الدكتور سيلبر ان عمليات زرع المبيض التي أُجريت منذ 8 سنوات ما زالت تؤدي الغرض منها بنجاح مؤكدة "فاعلية" هذه الطريقة التي يجب ألا تعتبر في مرحلة التجريب بعد الآن. واستمرت زراعة واحدة من مبيض امرأة في سن الثامنة والثلاثين الى شقيقتها التوأم سبع سنوات حتى الآن بلا مشاكل. وخلال هذه الفترة أنجبت المرأتان طفلين وطفلة جميعهم اصحاء متعافون وبلا تلقيح اصطناعي. وحدث الحمل في سن الخامسة والأربعين. وكان يُعتقد في السابق ان زراعة المبيض لن تستمر إلا اشهرا أو بضع سنوات في أقصى الأحوال تُمنح المرأة خلالها فرصة عابرة للحمل. ولكن الدكتور سيلبر قال ان النتائج فاقت الآمال التي كانت معقودة على هذه الطريقة في البداية. وكانت امرأة أنجبت طفلا في بلجيكا بعد تجميد نسيج مبيضها لمدة 10 سنوات. وفي ايطاليا، أنجبت امرأة طفلة متعافية بعد تجميد نسيج مبيضها 7 سنوات. وقال الدكتور سيلبر ان النتائج "عجيبة حقا فنحن لم نكن نتوقع ان تدوم قطعة صغيرة من المبيض هذه الفترة الطويلة". وأوضح الدكتور سيلبر ان قطعا من المبيض يمكن ان تُجمد عقودا من السنين ثم يُنهى تجميدها وتُهيأ للزراعة عند الحاجة وتكون لها الفاعلية نفسها التي للقطع "الطازجة" بين التوائم. وفي هذه الفترة لن يهرم النسيج المجمَّد، الأمر الذي يعني عمليا وضع ساعة المرأة البيولوجية في ثلاجة. وأنجبت احدى مريضات الدكتور سيلبر طفلا بعد اعادة قطعة من نسيج مبيضها ظلت مجمدة 12 عاما. وقدم الدكتور سيلبر واعضاء فريقه من الأطباء الاوروبيين بحثهم في مؤتمر الجمعية الاوروبية للتناسل البشري وعلم الأجنة الذي عُقد هذا الاسبوع في اسطنبول. وقال الأطباء في البحث إن المرأة العصرية تهتم بساعتها البيولوجية لأنها تقلق بشأن احتمالات الحمل بعد الاستقرار في حياتها المهنية و/أو زواجها والاطمئنان الى حالتها المادية. واشار البحث الى ان غالبية النساء اللواتي جُمدت أنسجة من مبيضاتهن بعد اصابتهن بالسرطان ثم شفائهن من المرض يشعرن بالامتنان تقريبا للاصابة بالسرطان لأنهن كن سيشاركن المرأة العصرية المخاوف نفسها بشأن ساعتها البيولوجية. وكانت غالبية النساء اللواتي أُجريت لهن زراعة مبيض مصابات بالسرطان ولكن الأطباء أكدوا ان الوقت حان لشمول النساء الأخريات بهذه الطريقة. وقال ستيوارت لافري رئيس قسم التلقيح الاصطناعي في مستشفى هامرسمث في لندن ان نتائج البحث تبين ان زراعة المبيض يمكن ان تستمر فترة أطول بكثير مما كان يُعتقد في السابق. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن تيم هيلارد المختص بأمراض النساء وعضو امانة جمعية انقطاع الطمث البريطانية ان الطريقة "مثيرة". وقال هيلارد "ان هذا تطور مثير كعلاج للعقم ولكننا نحتاج الى معلومات أكثر بكثير قبل إطلاق الدعاوى بشأن انقطاع الطمث". ودعا هيلارد الى ايجاد توازن دقيق بين ازدياد خطر الاصابة بسرطان الثدي والرحم بالارتباط مع بقاء هرمون اوستروجين فترة طويلة في الجسم من جهة وازدياد خطر الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام وحتى الخرف التي تقترن بانقطاع الطمث من الجهة الأخرى.