قدرت الدراسات العلمية إصابة 10% من النساء ب»تكيُّس المبايض» في عمر الإنجاب، حيث تعتبر من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، نتيجة لعدم انتظام عملية التبويض، بالإضافة إلى تسببها في تأخر الحمل والإصابة بحالة عقم أولي أو ثانوي. وأكد استشاري النساء والتوليد في مستشفى دلة بالرياض الدكتور ناجي حسين عيد، أن حالة تكيُّس المبايض تعتبر من أكثر الحالات التي تؤدي إلى اضطرابات هرمونية بين النساء من عمر 12 إلى 50 عاماً، مشيراً إلى أن أسبابها غير معروفة تحديداً، ويعتقد أنها ترجع إلى عوامل متعددة منها وراثية بيئية. وحدد الدكتور عيد أعراض الحالة، في ظهور الشعر الخشن في مناطق مختلفة من الجسم منها الوجه والصدر، وزيادة نسبة الإصابة بحب الشباب والبشرة الدهنية، مبيناً أن هناك نوعين من الاختبارات اللازمة لتأكيد تشخيص هذا المرض، أولهما قياس نسبة الهرمونات في الدم، وذلك في خمسة الأيام الأولى من الدورة، وثانيهما عمل الأشعة فوق الصوتية لفحص المبايض عن طريق الفحص المهبلي، حيث أنه يسمح لرؤية المبايض بوضوح. ونوّه استشاري التوليد إلى الدراسات التي أظهرت أن النساء المصابات بحالة تكيُّس المبايض، معرضات للإصابة بمرض السكري أثناء الحمل في سن لاحقة من العمر، بالإضافة إلى أنهن أكثرعرضة للإصابة بأمراض القلب عند تقدم العمر، وكذلك تعرضهن لحدوث نزيف رحمي نتيجة النشاط الزائد للغشاء المبطن للرحم. وأوضح الدكتور عيد أن علاج مثل هذه الحالة ينصب في معالجة الأعراض المصاحبة للمرض، حيث يختلف العلاج من مريضة إلى أخرى، فيتمثل العلاج في حالة السمنة بالتخلص من الوزن الزائد، لأنه يساعد في جعل المبايض تعمل بكفاءة أفضل، وبالتالي يستعيد التوازن الهرموني وتنتظم الدورة مشيراً إلى أن العلاج الهرموني ضروري لتنظيم الدورة ومنع النشاط الزائد في الغشاء المبطن للرحم، كما أنه يستخدم في معالجة الشعر الخشن وحب الشباب، الذي يتطلب أحيانا أخذ حبوب مضادة للهرمون الذكري. وبين العيد أن الحالات التي لا تستجيب للعلاج، يمكن إجراء عملية تثقيب للمبايض عن طريق المنظار الطبي، التي قد تصل نسبة نجاحها ما بين 60 إلى 70% في الحالات المناسبة، منوهاً إلى أن المريضات اللاتي يعانين من العقم، فإنهن يعالجن باستخدام منشطات التبويض بالأقراص أو إبر الهرمونات، التي تستدعي متابعة دقيقة، في حين تكون تقنية العلاج باستخدام أطفال الأنابيب ذات نتائج جيدة عند البعض.