تفاوتت مؤشرات اسواق الاسهم الدولية بين ارتفاع في آسيا وهبوط في اوروبا والولايات المتحدة مع بداية اسبوع التداول الاول بعد انتهاء القمة الاوروبية في بروكسيل التي خُصصت لوضع اسس ضبط الانفاق في دول الاتحاد، اعتباراً من السنة المقبلة من دون مقاربة مشكلة الديون السيادية. وانعكس تقويم المتعاملين لنتائج القمة سلباً على الاسهم والعملة الاوروبية الموحدة التي تراجعت الى 1.3212 دولار. ومع غياب اي خطط لعقد قمة اوروبية اضافية قبل نهاية السنة، ما لم يحدث اي طارئ، تواصل الاسواق مراقبة التقويم الذي وعدت به مؤسسة «ستاندارد اند بورز» لمنطقة اليورو ومصارفها. وصباح أمس قال دان موريس من «جي بي مورغن» في تقرير الى الزبائن: «لم يتغير شيء في اوضاع دول منطقة اليورو بعد القمة»، ما يعكس القلق من فقدان الشفافية. وقالت ستيفاني فلاندرز، محررة الشؤون الاقتصادية في «بي بي سي» ان «القمة لم تتوصل الى إزالة مخاوف من يملك المال»، ما ادى الى عزوف المستثمرين عن المخاطرة خصوصاً في ضوء ما قاله رئيس «بوندس بنك» جينز ويدمان عن انه «على رغم ان القمة حققت تقدماً الا ان على الحكومات الاوروبية ان تسارع بدورها الى وضع تفاصيل ضبط الانفاق والامتناع عن الاقتراض المسرف بدلاً من اللجوء الى الاستدانة». وجددت «ستاندارد اند بورز» امس القول «ان قمة بروكسيل لم تتوصل الى اجراءات حاسمة» لإزالة القلق من الديون. ويتوجب على دول في منطقة اليورو ان تسدد ديوناً تصل قيمتها الى 1.1 تريليون يورو من الديون القصيرة او البعيدة الأجل في العام 2012بينها حوالى 5719 بليون يورو من السندات او الديون الايطالية والالمانية او الفرنسية. كما ان المصارف الايطالية تحتاج الى رسملة بنحو 115 بليون يورو بينها 13 بليوناً للمصارف الالمانية فقط. وعكست البورصات أمس حجم قلق المستثمرين اذ ادت حمى بيع مكثف لأسهم المصارف الى دفع المؤشرات الاوروبية للتراجع بين 1.54 في المئة لبورصة لندن و2.3 في المئة لمؤشر «داكس» في فرانكفورت. لكن مؤشرات الاسواق الاميركية الرئيسية، التي كانت حققت مكاسب ملموسة الجمعة تراجعت أمس بين 1.45 و و1.65 في المئة وسط تراجع المؤشرات المستقبلية لاسهم المصارف الكبرى التي راوحت بين 5.6 في المئة ل»مورغان ستانلي» و4.2 ل»سيتي غروب» وغيرها. وتزامنت خسائر الاسواق مع تراجع سعر سهم «انتل»، المؤشر للنمو الاقتصادي، اسعار شركات الطاقة والتعدين، واسعار الخام. وانخفض الخام الاميركي الخفيف الى دون 99 دولاراً للبرميل في عقود كانون الثاني (يناير) في حين تراجع خام القياس الاوروبي «برنت» الى 107 دولارات. كما تراجعت الاسعار الفورية للذهب بنسبة 3 في المئة الى 1657.84 دولار. وفي باريس (ا ف ب) تحدثت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في بيان عن «تباطؤ النشاط» في اكبر اقتصادات العالم. واوضحت «ان المؤشر، يتناول منطقة الدول الاعضاء ومجموعة السبع، سجل تراجعاً 0.3 نقطة في تشرين الاول (اكتوبر) وللشهر الثامن على التوالي.