ترقبت الاسواق القمة الاوروبية الاولى هذه السنة، والتي انعقدت في بروكسيل امس، بالتراجع عن مكاسب حققتها نهاية الاسبوع الماضي بعدما بقي المركز المالي لليونان «السؤال الكبير» في المداولات، وبعدما اظهرت المحادثات بين حكومة اثينا ودائنيها من المصارف الدولية عمق الفوارق بين الطرفين، خصوصاً في شأن الفائدة على ديون اليونان الطويلة المدى والضمانات المطلوبة من الحكومة بعدم اعادة جدولة الديون او التخلف عن سدادها بعد الاتفاق. وتبين ان الاسواق متشائمة من قدرات صندوق الانقاذ الاوروبي على التصدي للأزمات. وبدأ القادة الاوروبيون قمة ماراتونية لتأكيد دعمهم معاهدة اقترحتها المانيا للموافقة على الصندوق المالي الواقي (صندوق انقاذ دائم) وحجمه 500 بليون يورو، وإدراج قاعدة تتعلق بضبط الموازنات في تشريعات الدول الموقعة، ولصد هجمات المضاربين على السندات السيادية لدول الخاصرة الجنوبية وعلى اليورو نفسه الذي تراجع الى حدود 1.309 دولار في سوق لندن امس، بعدما كانت مكاسبه مقابل الدولار وصلت الى نحو ثلاثة في المئة الاسبوع الماضي. وكانت الديون اليونانية، التي انفجرت في العام 2009، ووسائل علاجها سيطرت على مداولات القادة الماليين العالميين في منتدى دافوس الذي اختتم مطلع الاسبوع، بعدما توقع الاقتصاديون ان يتراجع النمو بنسبة 0.5 في المئة السنة الجارية على مستوى منطقة اليورو بأكملها في حين يزداد هذا الانكماش في دول الخاصرة الجنوبية. وبعد انتهاء القمة، سيراقب المستثمرون خلال الاسبوع الجارية كيفية تعامل الاسواق مع عروض للسندات السيادية بحجم 22 بليون يورو ستطرحها ايطاليا وبلجيكا واسبانيا والبرتغال والمانيا وفرنسا. ووفق «بلومبيرغ»، لا تزال اثينا مختلفة مع المصارف الدائنة على فائدة السندات، ومدتها ثلاثين عاماً، والتي تريد خفضها من 4.25 في المئة الى 3.6 في المئة. وإذا سارت الامور على ما يرام في قمة بروكسيل وتم اقرار المعاهدة في شأن صندوق الاستقرار وآليته، فسيتم تصديقها مطلع الشهر المقبل قبل احالتها على البرلمان في نحو 12 دولة عضو في منطقة اليورو لمناقشتها واقرارها. ومن بين الامور الاساسية التي ناقشها القادة الاوروبيون أمس، حفز النمو الذي قد يقلل نسب البطالة، بعدما تجاوز عدد العاطلين عن العمل مستوى 23 مليون شخص، خصوصاً في ضؤ خفض الانفاق الحكومي الذي عادة ما يؤدي الى خفض نسب مساهمة القطاع الخاص في ايجاد فرص عمل. وبعدما تحملت الاسواق الناشئة خسائر صباحية بلغت وفق مؤشر «ام اس سي آي» نسبة 1.4 في المئة، كما اظهرت العمليات الصباحية في الاسواق الآسيوية، التي فتحت غالبيتها متراجعة في اعقاب عطلة طويلة لرأس السنة الصينية، خسر مؤشر «شانغهاي كومبوزيت» 1.5 في المئة، وما لبثت العدوى ان انتقلت الى اوروبا ليخسر مؤشر الاسواق الاروروبية «ستوكس يوروب 600» نحو 1.2 في المئة وما لبث ان لحق به مؤشر « ستاندارد اند بورز 500» متحملاً خسارة 1.1 في المئة عند بدء التداول في الاسواق الاميركية. وانعكست خسائر الاسواق وذيول الازمة اليونانية على النحاس والنفط وخسر الاول من قيمته 1.8 في المئة بينما تراجع سعر البرميل من الخام الاميركي الخفيف الى 98.79 دولار بعدما تجاوز الاسبوع الماضي مستوى 100 دولار.