حققت أسعار الأسهم الدولية رقماً قياسياً في تراجعها إلى المستويات الدنيا، للمرة الأولى منذ أزمة الائتمان في العام 2008، بعدما انخفضت على مدى عشرة أيام متتالية وارتفعت كلفة تأمين الديون السيادية، إلى مستويات غير مسبوقة. وأدت «الدراما الأوروبية» إلى تراجع المعنويات في الأسواق على رغم أن المؤشرات استعادت بعض خسائرها قبيل الإقفال. وتراجع مؤشر «ام اس سي آي» الدولي في حدود 0.75 في المئة في حين تراجع سعر صرف اليورو إلى 1.32 دولار مواصلاً هبوطه أمام الدولار والعملات الرئيسية على مدى أربعة أسابيع على التوالي. ووفق وكالة «بلومبيرغ» تراجع مؤشر «ستوكس يوروب 600» امس 0.6 في المئة لتصل خسائره خلال الأسبوع إلى 5.8 في المئة. كما تراجع مؤشر «ستاندارد اند بورز 500» 7.6 في المئة خلال سبعة أيام. وتراجع مؤشر «»ام اس سي آي» للأسواق الناشئة، ومن ضمنها العربية، امس 1.4 في المئة لتصل خسائره الأسبوعية إلى 4.7 في المئة. وأنقذت فرصة عيد الشكر في الولاياتالمتحدة ودوام نصف يوم تداول في أسواق الأسهم الأميركية في الحد من الخسائر وسط توقعات بأن تزيد الخسائر مطلع الأسبوع المقبل في ظل غياب أي حلول للبنك المركزي الأوروبي للتعامل مع السندات السيادية الإيطالية ودول الخاصرة الجنوبية للقارة بعدما ارتفعت أمس كلفة الإيطالية لسنتين إلى 8 في المئة وهي مستويات كارثية. ولم ينفع تدخل البنك المركزي الأوروبي «المتواضع» في شراء السندات الإيطالية والإسبانية في إعطاء إشارة إلى الأسواق بأنه «جدي في تدخله». وانعكست الأزمة على السلع والمعادن وتراجعت أسعار الخام بعدما دفعت المخاوف إزاء الديون الأوروبية الدولار إلى مستويات مرتفعة جديدة مقابل العملة الأوروبية الموحدة ليتجاوز تأثيرها احتمال فرض عقوبات أوروبية على الخام الإيراني. وقال وسطاء في سوق لندن لوكالة «رويترز» إن سبب استمرار الأزمة يعود إلى عدم اتخاذ زعماء أوروبا خطوات تبعث على الارتياح مع استمرار معارضة ألمانيا التامة لإصدار سندات مشتركة خاصة بمنطقة اليورو. وقال ثوربيويرن باك جنسن المحلل في «إيه إس لإدارة المخاطر العالمية» هناك «كلام كثير لكن ما من شيء يحدث». وتراجع سعر خام القياس الأوروبي «برنت» في التعاملات الآجلة 1.27 دولار مسجلاً 106.51 دولار. وهبط سعر الخام الأميركي الخفيف 58 سنتاً إلى 95.59 دولار للبرميل، في وقت ارتفع الدولار إلى أعلى مستوياته منذ سبعة أسابيع مقابل اليورو وزاد أكثر من 0.5 في المئة أمام سلة من العملات. وفي بورصة المعادن اللندنية هبط سعر النحاس مقترباً من تسجيل انخفاض للأسبوع الرابع على التوالي وسط مخاوف من الطلب مع تفاقم أزمة الديون وارتفاع سعر الدولار وبدء المستثمرين في الشعور بأثر أزمة ائتمان في سوق المعادن. وفقد النحاس نحو عشرة في المئة من قيمته حتى الآن هذا الشهر بسبب تراجع المعنويات في أسواق المال عموماً وتباطؤ الاقتصاد الصيني، المستهلك الكبير للمعادن الصناعية. وبلغ سعر عقود النحاس لأجل ثلاثة شهور في بورصة لندن 7216 دولاراً للطن منخفضاً 0.7 في المئة عن سعر إقفاله الخميس عند 7265 دولاراً للطن.