أعلن المبعوث الصيني الخاص لشؤون الشرق الأوسط السفير وو سيكا تأييد بلاده المبادرة العربية للسلام، ودعمها تطبيق القرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701. موقف المسؤول الصيني جاء خلال زيارته لبنان أمس حيث جال على كبار المسؤولين في مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال فوزي صلوخ، عارضاً معهم تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط وكيفية دفع عملية السلام في المنطقة. في بعبدا وشدد سليمان أثناء لقائه سيكا على أن «السلام المنشود في منطقة الشرق الأوسط، يجب ان يستند الى المبادرة العربية التي تعيد الحقوق لأصحابها وخصوصاً حق العودة للاجئين الفلسطينيين». وقال: «لبلوغ مثل هذا السلام يجب تطبيق القرار 1701 وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر، ووقف الخروق الجوية والبحرية والتهديدات الإسرائيلية وأعمال التجسس». وأكد أن «لبنان دولة محبة للسلام»، شاكراً للصين «دعمها الدائم له خلال الأزمة اللبنانية، وأثناء عدوان تموز». ولفت الى «ان لبنان يتطلع الى دور الصين كونها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي بأن تمارس الضغوط على إسرائيل لتطبيق القرار 1701». وأشار الى «مشاركة لبنان في مؤتمر شامل للسلام على غرار مؤتمر مدريد عندما تنضج ظروف انعقاده». ونوه سليمان ب «العلاقة الجيدة بين لبنان والصين ووجوب العمل على تعزيزها وتوسيع آفاقها على المستويات كافة وفي شتى المجالات». من ناحيته هنأ المبعوث الصيني سليمان على «التقدم الذي أحرزه لبنان»، متمنياً «المزيد من الاستقرار والازدهار على الصعد كافة». ولفت الى «عراقة علاقات الصداقة اللبنانية - الصينية وصلابتها»، مبدياً أمله بتعزيزها. وأكد اهتمام بلاده حكومة وشعباً ب «دور لبنان في منطقة الشرق الأوسط ودعم الصين لمسيرة الشعب اللبناني الذي يتمتع بروح معنوية عالية في أحلك الظروف». وشدد على تأييد بلاده «مبادرة السلام العربية وحرصها على تطبيق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمها القرار 1701»، لافتاً الى «ان قضية اللاجئين الفلسطينيين مهمة جداً من اجل تسوية شاملة لقضية الشرق الأوسط». وشدد على «ان الصين ستكون الى جانب لبنان ومطالبه في المحافل الدولية»، لافتاً الى انه يمكنه دائماً الاعتماد على دعمها وتأييدها. ... وفي الخارجية وأوضح سيكا بعد لقائه صلوخ في الخارجية، أنه اطلع منه على «رؤيته للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وقراءته لها، وحظوظ مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل في هذه المرحلة الجديدة التي تتحرك فيها الإدارة الأميركية لإعادة اطلاق المسار التفاوضي، وهذا ما عبر عنه الرئيس باراك اوباما في خطابه في القاهرة». وأضاف: «أجمعنا على ان منطقة الشرق الاوسط تمر بعوامل ايجابية من شأنها دفع عملية السلام الى الامام، كما ان صعوبات كثيرة امامنا ويتعين على الاطراف المعنيين التمسك بالفرص الظاهرة وتضافر الجهود». وأشار إلى أن بلاده «تقدر دور لبنان في قضية النزاع في الشرق الاوسط وتدعم وتقدر جهوده من اجل صون سيادته ووحدة اراضيه»، مؤكداً موقف بلاده الداعم ل «إيجاد حل شامل للنزاع العربي -الإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ومبدأ «الأرض في مقابل السلام». أما صلوخ فوضع المسؤول الصيني في «أجواء الموقف العربي من هذه المستجدات وتم التعبير عنه خلال الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة والذين أصدروا بياناً في هذا الشأن». كما اطلعه على «أجواء اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية مع الرباعية الدولية في تريستي - إيطاليا على هامش اجتماع مجموعة الثمانية بحيث اعرب الجانب العربي عن انفتاحه على المساعي الدولية ضمن الثوابت التي رسمتها مبادرة السلام العربية».