عبدالكريم الجهيمان مجموعة رواد في شخصية واحدة، بين التعليم والصحافة والتأليف تتوزع اهتماماته الكثيرة، لعل أبرز هذه الاهتمام لا يشترك فيها معه أحد، وتمثل اهتماماً مبكراً جداً، هو كتابه الموسوعي «الأساطير الشعبية». صدر هذا الكتاب في زمن لم تكن الثقافة تهتم بهذا الجانب، باعتبار أن الثقافة نخبوية، ولذا فقد حفظ عبدالكريم الجهيمان جزءاً مهماً من التاريخ الشفوي، عبر هذه الحكايات الشعبية والأساطير الاجتماعية. وحياة الجيمان عبر مراحلها المختلفة، بين الإبداع والريادة والسجن، تمثل في مجموعها حياة تقترب من الأسطورة. ولو قيض لهذه الحياة مخرج مميز فيمكن أن يخرج منها فيلم سيؤرخ لفترة طويلة من تاريخ الجزيرة العربية، عبر شخصيات عبدالكريم الجهيمان. إن تعدد الموهبة الكتابية الإبداعية عند عبدالكريم الجهيمان، تؤكد اتساع ثقافته واهتمامه المباشر بشكل خاص بالسرد. فيبدو أن اهتمامه بالأسطورة الشعبية التي تقوم على الحكي الروائي انعكست في الكثير من كتابته، ولذلك سجل عبر مؤلفاته الكثير من رحلاته ومشاهدته التي اتخذت طابعاً سردياً. ولم يقف عبدالكريم الجهيمان عند حدود بلدته الصغيرة في نجد، لكن رحلاته المبكرة إلى الحجاز، ثم إلى مناطق إلى أخرى خارج المملكة العربية السعودية، منحته رؤية انفتاحية استشرافية لما يجب أن يكون عليه المجتمع، بمرتكزيه الرجل والمرأة، وحرية التعبير التي كان يقتسرها من واقع عمله في الصحافة ولذلك كثيراً ما دفع الثمن.