طهران، بروكسيل، واشنطن – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - شدد الاتحاد الأوروبي أمس، عقوباته على إيران بسبب ملفها النووي، لكنه فشل في فرض حظر نفطي عليها، مكتفياً بدرس إمكان اتخاذ تدابير جديدة في هذا الشأن، إضافة الى استهداف قطاع المال في طهران. وأبدى وزراء خارجية الدول ال27 في الاتحاد، بعد لقائهم في بروكسيل، سخطهم إزاء اقتحام السفارة البريطانية في طهران، معتبرين الممارسات «ضد المملكة المتحدة أفعالاً موجهة ضد الاتحاد ككلّ». في غضون ذلك، جددت الولاياتالمتحدة دعوتها الى فرض عقوبات على المصرف المركزي الإيراني. وقالت ويندي شيرمان، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، خلال جلسة استماع لمجلس الشيوخ، ان إدارة الرئيس باراك أوباما «تساند العقوبات المصممة في شكل مناسب والمحددة الهدف ضد المصرف المركزي الإيراني، في الوقت المناسب». وأعرب وزراء خارجية دول الاتحاد عن «قلقهم المتزايد إزاء طابع البرنامج النووي الإيراني»، بعد إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً اتهم طهران للمرة الأولى بتنفيذ اختبارات سرية لصنع سلاح نووي. وأدرج الوزراء 37 إيرانياً و143 «كياناً» إيرانياً، بينها شركات ومنظمات، في لائحة عقوبات تتضمن تجميد أرصدتهم وفرض قيود على سفرهم الى دول الاتحاد. لكن الوزراء فشلوا في الاتفاق على حظر النفط الإيراني، بسبب تحفظ دول في الاتحاد. وأصدر الوزراء بياناً أفاد باتفاقهم على «توسيع العقوبات القائمة، من خلال درس تدابير إضافية، بما في ذلك إجراءات تستهدف التأثير بشدة في النظام المالي الإيراني وقطاعي النقل والطاقة، بتنسيق وثيق مع الشركاء الدوليين». وأشار وزراء الى أن قراراً في هذا الشأن سيُتخذ في موعد لا يتجاوز الاجتماع المقبل في كانون الثاني (يناير) المقبل. أتى ذلك بعدما أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن «أمله باتفاق على تدابير إضافية تكثف الضغوط الاقتصادية السلمية المشروعة على إيران، لزيادة عزلة قطاعها المالي خصوصاً». لكنه شدد على أن ذلك «ليس رد فعل» على اقتحام السفارة البريطانية في طهران. وأشار وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه الى أن اليونان التي تشتري نفطاً إيرانياً بالدين، ما يساعدها لمواجهة أزمتها الخانقة، «أبدت تحفظات، وعلينا أخذ ذلك بالاعتبار»، لكنه أضاف: «علينا العمل مع شركائنا لتعويض انقطاع واردات (النفط) من إيران من خلال زيادة الإنتاج في دول أخرى. إن ذلك أمر ممكن تماماً». أما وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت فأعرب عن استعداده لمناقشة حظر النفط الإيراني، لكنه اعتبر أن «ذلك لن يترك أثراً بالضرورة، بسبب طبيعة سوق النفط في العالم». في المقابل، أبدت الصين «قلقها إزاء تطور الموقف» بعد اقتحام السفارة البريطانية في طهران، معربة عن «أملها بأن تواصل البلدان المعنية التحلي بالهدوء وضبط النفس، وتجنب التدابير الانفعالية التي قد تزيد المواجهة». أما روسيا فاعتبرت اقتحام السفارة «عملاً شائناً ولا يمكن تبريره»، داعية إيران الى إجراء «تحقيق عاجل» في شأنه. لكنها جددت معارضتها «تصعيد حدة التوتر والمجابهة حول قضايا تتعلق بإيران»، معتبرة أن ذلك «ينذر بعواقب وخيمة». في طهران، رجّحت وكالة «فارس» أن تطرد إيران الديبلوماسيين البريطانيين المعتمدين لديها، انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل، بعدما أمرت بريطانيا بإغلاق السفارة الإيرانية في لندن، ممهلة ديبلوماسييها 48 ساعة بمغادرة أراضيها، كما أغلقت سفارتها في طهران وسحبت جميع ديبلوماسييها. وأعلنت إيطاليا أنها قررت استدعاء سفيرها في طهران ل «التشاور». وأفادت وكالة «فارس» بالإفراج عن 11 «طالباً» شاركوا في اقتحام السفارة البريطانية، على رغم تعهد إيران محاكمتهم. على صعيد آخر، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول في الخارجية التركية أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أبلغ نظيره الإيراني علي أكبر صالحي، خلال لقائهما على هامش اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، «قلق» بلاده إزاء إعلان قائد القوة الجوية في «الحرس الثوري» الجنرال أمير علي حاجي زاده أن الدرع الصاروخية التي ينوي حلف شمال الأطلسي نشرها في تركيا، «ستكون الهدف الأول» لقواته إذا تعرّضت إيران لهجوم.