طهران، لوكسمبورغ - أ ب، رويترز، أ ف ب - اقترح وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أمس، فرض إجراءات جديدة على إيران بعد العقوبات التي أقرها مجلس الأمن، على أن يُقدم هذا الاقتراح الى قادة دول الاتحاد للمصادقة عليه في قمتهم في بروكسيل بعد غد الخميس. وقلّل «الحرس الثوري» أمس، من تأثير عقوبات مجلس الأمن على طهران التي حذرت موسكو من أنها ستكون «الخاسر الأكبر» إذا لم تنفّذ صفقة لتزويدها طهران أنظمة صاروخية مضادة للطائرات من طراز «أس-300». في الوقت ذاته، اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن القرار 1929 «وُلد ميتاًً»، مؤكداً أن الولاياتالمتحدة «جمعت الأصوات عبر التسوّل والتوسّل»، فيما أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون أنها وجّهت رسالة إلى سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أبرز المفاوضين النوويين سعيد جليلي، دعته فيها إلى لقاء لمناقشة «قضايا الأسلحة النووية». ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن ديبلوماسي توقّعه أن تقبل طهران الدعوة، مرجحاً إجراء المحادثات هذا الصيف. ويأتي إعلان أشتون على هامش مشاركتها في اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد في لوكسمبورغ أمس، والتي تريد من العقوبات الإضافية على إيران، استهداف قطاعات المال والطاقة والتجارة والنقل. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعتبر أن «على الاتحاد أن يعطي دفعاً قوياً ويتخذ إجراءات مرافقة ومتممة» لعقوبات مجلس الأمن، فيما قال نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني: «يمكن أن تشدّد أوروبا العقوبات على تكنولوجيا استخراج النفط والغاز، وتفرض تدابير بالغة الصرامة في القطاع المصرفي وعلى صعيد الاستثمارات المالية». لكن دولاً، مثل السويد، أبدت حذراً في هذا الشأن، وقال وزير خارجيتها كارل بيلدت ان «أحداً غير مقتنع بأن عقوبات ستحلّ هذه المشكلة أو سيكون لها تأثير سياسي كبير. ما يجري في شكل أحادي لن يكون له سوى تأثير رمزي». وشدد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلليه على «أهمية عدم التأثير على الشعب (الإيراني)، والعمل لإعادة النخبة السياسية الى طاولة المفاوضات». وقال ديبلوماسي أوروبي ان برلين عارضت عقوبات تستهدف قطاع الطاقة الإيراني. وتسعى العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن، إلى ضرب مصالح «الحرس الثوري»، لكن الجنرال حسين سلامي نائب القائد العام ل «الحرس» أكد أن بلاده «أسست قدراتها الدفاعية على أساس أسوأ السيناريوات، ومن هذا المنطلق لا يساورنا قلق إزاء شكل هذه العقوبات وحجمها ووقتها، أياً تكن». وذكّر بأن «الشعب الإيراني والحرس الثوري اختبرا نماذج الحياة في ظل الحظر على مدى 31 سنة، والمفاصل الحيوية في البلاد بلغت الاكتفاء الذاتي في شكل كامل». واعتبر ان «دول العالم هي التي ستتضرر من فرض الحظر على إيران، اذ انها في حاجة الى التعامل الاقتصادي معنا». في غضون ذلك، علّق رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي على إعلان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان بلاده لن تسلم طهران صواريخ «أس-300»، مشيراً الى ان «ايران أنتجت كل التجهيزات العسكرية الخاضعة لحظر تجاري». وزاد: «روسيا ستكون الخاسر الأكبر إذا لم تسلّم صواريخ أس-300، إذ ان دولة كبرى مثل إيران قادرة على حلّ مشاكلها في كل الظروف، وإنتاج أنظمة دفاعية مماثلة للصواريخ الروسية». ودعا روسيا إلى «ألا تجعل وضعها أكثر سوءاً لدى الرأي العام الإيراني»، مؤكداً في الوقت ذاته ان لا خطط لتقليص العلاقات مع موسكو وبكين لتأييدهما العقوبات. على صعيد آخر، طلب المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مهدي كروبي مساعدة الشرطة، ليغادر منزل رجل الدين المعارض يوسف صانعي في مدينة قم أمس، حيث احتُجِز منذ حاصره أنصار للنظام الأحد.