التاريخ الإسلامي، شاهد للرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وكتب السير والتراجم تزخر بأسمائهم، مبينة جهادهم وجهودهم من أجل خدمة الدين وأهله والدفاع عن حياضه، مع اهتمامهم بشؤون دنياهم وتعمير أوطانهم، والوقوف في وجه أعدائهم ظلت أسماؤهم محفورة في ذاكرة التاريخ، هذه الأسماء الأعلام منها ما هو في مجال السياسة ومنها ما هو في مجال الدين ومنها ما هو في مجال الطب وفي مجال الجغرافيا... إلخ، يجمعهم دين واحد وهدف سام واحد، أكثر ما لفت نظري من اشتغل بالسياسة وقلبه معلق بالله، يحب الصالحين ويقربهم منه، بمعنى أنه رجل السياسة وركن من أركان الدولة، وفي الوقت نفسه يكاد أن يكون عالم دين أو قريب من ذلك، تعرفه من سمته، وعلو همته، ولو أمعنت النظر في بداية نشأته، لألفيته قد نشأ وتربى وترعرع في بيت علم ودين، وعندئذ تعرف حقيقة أمره، ساتجاوز ذكر بعض أعلام أمتنا البارزين المعروفين، وهم كثر، الذين اهتموا بأمور دينهم بجانب عملهم السياسي، فكانوا أحياء بعد مماتهم، بسيرتهم المعطرة، وساجعل محور مقالي هذا يدور حول شخصية بدأت – في نظري - تشق طريقها نحو المجد، يوماً بعد يوم، ولم تزل، شخصية، شعارها الإخلاص والتواضع مع الثبات، شخصية تخرجت من جامعة ناصر السنة جامعة ولي عهدنا المحبوب الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي أنجب أشبالاً، تربو على الدين وسمو الخلق، عرفوا الحياة بحلوها ومرها، كان منهم الشبل محمد من منا لا يعرف هذا البطل الهمام القادم؟! في سنيات قليلة حضر بقوة لافتة، حفر اسمه في ذاكرة المواطن، أثبت جدارة فائقة في التعامل مع الأحداث وارتبط اسمه مع مكافحة الإرهاب، كما والده، من سبر تحركات الرجل في مختلف القضايا، لا سيما الأمنية، يدرك جديته وحب الجميع له والثناء عليه والاعتزاز به، تجده يحتضن اليتيم، ويواسي المكلوم، ويقبل رأس الكبير، لا يكل ولا يمل، في مقالاتي المتعددة عن والده، وبخاصة مقالي الأخير «قراءة في حضرة البيعة» ذكرت أن الأمير نايف، يتميز بقوة وسلامة الأسلوب من الأخطاء اللغوية، وحسن التعبير في الحديث، تشعر بذلك وأنت تستمع له، وكأنه حائز على درجة الدكتوراه في اللغة العربية، وكنت أتعجب من ذلك، حتى قرأت أخيراً، خبراً صحفياً موثقاً باليوم والتاريخ والصورة، ينقل لنا احتفالية تسليم جائزة لسموه بمناسبة ختمه للقرآن الكريم في بداية حياته، الله أكبر! عندها عرفت سر تميز سموه، ولا غرو في ذلك، فالقرآن يهدي للتي هي أقوم، كيف لا؟ والواقع يثبت ذلك! فترى طلاب حلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في بلادنا -ولله الحمد- أكثر تميزاً من غيرهم، والدراسات الاستقرائية تقر ذلك، والأمير نايف يصدقه بأفعاله وأقواله المسددة، عوداً على فارسنا الأمير محمد بن نايف، أكتب عن سموه هذه المقالة، إعجاباً بأداء عمله وإخلاصه لمليكه ودينه ووطنه، سموه - كما أظن - نسخة طبق الأصل لشخصية والده، متعددة الجوانب، وكما أعتقد أن هذا الرجل بهذه الكاريزما، سيكون من رجالات الدولة الفاعلين في المرحلة القادمة، وسيحظى بالقبول التام، كما والده حفظه الله، والوطن في الوقت الذي فقد فيه ركناً من أركان حكمه سلطان الخير وعوضه الله بالخلف نايف القوي الأمين بشره بولادة شبل من أحفاد المؤسس -طيب الله ثراه- محمد بن نايف الذي تربى في كنف والده، الشخصية الفذة الذي تواتر الثناء عليها من كل جانب، هذا الشبل محمد لم تفت عضده محاولة الاغتيال التي تعرض لها في رمضان ما قبل الماضي، بل زادته إصراراً وقوة في العزيمة، مقدماً نفسه رخيصة فداءً للوطن، كما قاله بنفسه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أعزه الله، أثناء زيارته لسموه بعد الحادثة مباشرة، وهكذا الرجال يعرفون في مثل هذه المواقف! قراءتي لشخصية هذا الفارس البطل، تشي له بمستقبل واعد بإذن الله، يستبشر به الوطن والمواطن، في ظل قيادتنا الرشيدة رعاها الله، نعم الأمير نايف «أسد السنة» وشبله الأمير «محمد»، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، كما إخوانهم من الأسرة المالكة، أدامها الله عزاً ونصراً للوطن وللإسلام والمسلمين - نحسبهم كذلك ولا نزكي أحداً على الله - وأقولها مدوية وأنا مطمئن، نعم محمد بن نايف، هو الفارس المنتظر، وإن غداً لناظره قريب، هذه رؤيتي في الرجل... ودام عزك يا وطن. dr-al -jwair@ hotmail.com