جددت واشنطن تحذيراتها لطهران من التدخل في شؤون العراق، مؤكدة أنها ستلتزم حماية امن هذا البلد وسيادته بعد الانسحاب المتوقع نهاية السنة الجارية. ويعتزم البرلمان العراقي التصويت على مشروع قرار قدمته كتلة الصدر يمنع بقاء أي جندي أميركي بعد الانسحاب يتزامن مع تأكيدات أمنية عراقية بقدرة العراق على حماية أجوائه بعد الانسحاب. وأكد توم دونيلون مستشار الرئيس باراك اوباما للأمن القومي أن «واشنطن ستبقى ملتزمة شراكة استراتيجية بعيدة المدى لاسيما في المجال الأمني بعد انسحابها من العراق». وحذر إيران من محاولة التدخل في شؤون العراق. وقال دونيلون أمام معهد بروكنغز في واشنطن «على رغم سحب القوات سنبقى ملتزمين الشراكة الاستراتيجية البعيدة المدى مع العراق، من بينها التعاون في المجال الأمني الذي سيضمن بقاء العراق فاعلاً قوياً ومستقلاً في الشرق الأوسط». وأضاف أن «إيران فشلت في محاولاتها لتحويل العراق إلى بلد تابع لها لأن العراقيين يسيرون في الاتجاه المعاكس لرغبات إيران من خلال إرساء دولة ديموقراطية، تعارض بقوة التدخلات الخارجية غير المشروعة»، مبيناً أن «واشنطن تراقب تحركات إيران وستمنع أي محاولة للتدخل في شؤون العراق الداخلية بكل الوسائل». وتأتي التصريحات الأميركية قبيل أقل من ثلاثة أسابيع من زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى واشنطن المتوقعة في 12 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وفيما تدفع بعض الكتل والأحزاب، خصوصاً «تيار الصدر»، البرلمان إلى التصويت على قرار يمنع بقاء أي قوات أميركية وتحت أي مسمى بعد نهاية السنة، يدور جدل كبير في الأروقة السياسية والعسكرية عن حاجة العراق إلى إيجاد صيغة تعاون مع واشنطن تضمن على الأقل حماية أجوائه وإدارتها. وأبلغت مصادر مطلعة «الحياة « أن «رئيس إقليم كرستان مسعود بارزاني والتحالف الكردستاني يضغطون على المالكي للموافقة على إبقاء قوات أميركية في المناطق المتنازع عليها، وقوات جوية لحماية أجواء العراق». وأكدت المصادر أن «هناك شبه اتفاق على أن يطلب المالكي من واشنطن لدى زيارته الشهر المقبل إبقاء بين 8 و12 ألف جندي أميركي بعنوان مدربين ولحماية أجواء العراق» مبينة أن «المالكي قد يطلب من واشنطن الاستمرار أيضاً في إدارة الأجواء العراقية من خلال إعادة العمل بمنظومة الدفاع الجوي الأميركية التي تغطي جميع أنحاء البلاد حتى الانتهاء من نصب منظومة دفاع جوي عراقية التي يتوقع إكمالها خلال السنوات الأربع المقبلة». من جانب آخر، وبعد يومين من تأكيد الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي «عجز القوات الأمنية عن معرفة تحركات القاعدة والجماعات المسلحة في 4 محافظات هي الأنبار وصلاح الدين وديالى والموصل ، بسبب عدم وجود رصد جوي» اعلن مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق فاروق الأعرجي أن «القوات المسلحة العراقية قادرة على حماية أراضي العراق ومياهه وأجوائه، بعد انسحاب القوات الأميركية»، واصفاً تصريحات الأسدي ب»غير الدقيقة». ورأى الأعرجي في بيان امس أن «الانسحاب لن يترك أي فجوة، لكون القوات الأميركية ليس لها أي دور في هذه المحافظات منذ العام 2009»، موضحاً أن «الأجواء العراقية محمية بالشكل الذي يدعو إلى الارتياح والاطمئنان سواء لأبناء الشعب العراقي أم دول الجوار». وأكد أن «الأجهزة الأمنية تمكنت من القضاء على 95 في المئة من الإرهاب وأن الخمسة في المئة المتبقية تحت السيطرة». ويعتزم البرلمان استضافة المالكي بعد عودته من اليابان للوقوف على حقيقة وضع وقدرات القوات العراقية بعد الانسحاب الأميركي المزمع نهاية العام ، لاسيما في ظل عدم امتلاك البلاد لأي قوة جوية أو منظومة رادارات و دفاع جوي قادرة على حماية أجواء البلاد ومنع تسلل المسلحين إليه. وأكدت وزارة الداخلية العراقية، امس أن، انسحاب القوات الأميركية لن يؤثر على عملها في حفظ الأمن. وقال وكيل وزير الداخلية لشؤون الأمن الاتحادي احمد الخفاجي في مؤتمر صحافي امس إن «القوات الأميركية ليس لها وجود أو أثر في مسك الحدود العراقية منذ سنوات»، وأكد أن «قيادة قوات الحدود هي المسؤولة عن حفظ الحدود وكان وجود الأميركيين يقتصر على بعض المستشارين في المقار فقط». وبيّن الخفاجي أن «المخافر الحدودية تضم مباني متكاملة يجهزها مقاولون ومتعهدون بالأطعمة والاحتياجات اليومية»، وأن «عناصر من قيادة الحدود يتدربون حالياً على استخدام وصيانة أجهزة اتصال متطورة قيد النصب وهي عبارة عن منظومة تدعى جهاز (الهارس) يستخدمه حلف الناتو»، مشيراً إلى أن «العلاقات الطيبة مع الدول المجاورة تعد السبيل الأساس للمحافظة على سلامة الحدود المشتركة».