علمت «الحياة» ان رئيس الجمهورية جلال طالباني يعتزم عقد اجتماع لقادة الكتل السياسية لاتخاذ موقف موحد من التمديد لبقاء جزء من القوات الاميركية، قبل توجه رئيس الوزراء نوري المالكي الى واشنطن منتصف الشهر المقبل ، فيما أجّل البرلمان التصويت على اقتراح «كتلة الاحرار» التابعة لتيار الصدر يمنع بقاء أي قوة اميركية بعد نهاية العام الحالي. وأعلن ديوان رئاسة الجمهورية مساء أول من أمس في بيان ان «طالباني بحث خلال اجتماعه مع نائبيه طارق الهاشمي وخضير الخزاعي في دعوة رؤساء الكتل والقيادات السياسية إلى مؤتمر عام للتوصل إلى مشروع وطني شامل يلبي رغبة العراقيين في المرحلة المقبلة». وأوضح ان «طالباني دعا الى المباشرة في الاتصال بقادة الكتل لتحديد موعد الاجتماع». وقالت مصادر مطلعة ل»الحياة» ان «الاجتماع سيسبق زيارة المالكي للولايات المتحدة»، مبينة ان «الهدف ايجاد صيغة توافقية بين كل الكتل والاحزاب على الحاجة إلى بقاء عدد من القوات الاميركية للتدريب وحماية الاجواء». وأضافت المصادر ان «هناك اتفاقاً مسبقاً بين طالباني والمالكي على هذا الاجتماع، وسيوضح رئيس الوزراء لقادة الكتل قدرة القوات العراقية وخطورة الموقف بعد الانسحاب وحجم التهديدات الداخلية والخارجية التي تواجه العراق». وذكرت المصادر ان «الاجتماع سيبحث في منح الحصانة للجنود الاميركيين في ضوء اتفاق كل الكتل، عدا تيار الصدر، على ضرورة بقاء عدد من القوات الاميركية لأغراض التدريب وحماية الاجواء العراقية». ورجحت ان «تقبل الكتل منح الحصانة للأميركيين، لا سيما بعد بروز الحاجة الى غطاء جوي يحمي الاجواء ويراقب الحركات المسلحة». وكانت بغداد طلبت من واشنطن بقاء مدربين لكن الخلاف كان على حصانتهم، اذ رفضت واشنطن بقاء أي جندي من غير حصوله على حصانة وعدم خضوعه لأي محكمة عراقية وان يكون الفيصل في محاكمته القضاء العسكري الاميركي. إلى ذلك، جددت لجنة الامن والدفاع البرلمانية تأكيدها ان «العراق في حاجة الى 5 سنوات لتأهيل كوادره الجوية». وقال عضو اللجنة شوان محمد طه، ليس لدى العراق طيارون جدد، ما يجعلنا في حاجة إلى كوادر، ولن يتم تأهيلها الا خلال فترة زمنية لا تقل عن 5 سنوات، وبالتالي فان العراق غير مؤهل لحماية اجوائه حالياً». ودعا طه الحكومة الى «ابرام اتفاق جديد مع اميركا لحماية الاجواء، انطلاقاً من قواعدها في دول الجوار من دون استخدام الاراضي العراقية».