طهران، باريس - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبرت طهران أنها «اقتربت من المواجهة الأخيرة» مع الغرب في شأن برنامجها النووي، محذرة إسرائيل من أنها «ستُمحى من الخريطة» اذا شنت هجوماً على ايران، فيما كررت فرنسا معارضتها عملاً عسكرياً يستهدف المنشآت الذرية الايرانية، معتبرة أنه «سيزعزع استقرار المنطقة في شكل يتعذّر إصلاحه». في الوقت ذاته، قال ديبلوماسيون إن التقرير الذي ستصدره الأسبوع الحالي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن الملف النووي الايراني، سيتضمن معلومات استخباراتية تفيد بأن طهران نفذت على الكومبيوتر نماذج لرأس نووي، كما قامت بنشاطات أخرى متصلة بصنع قنبلة ذرية، بينها صور لأقمار اصطناعية تُظهر ما تعتقد الوكالة بانها حاوية ضخمة من الفولاذ في قاعدة عسكرية، تُستخدم لتنفيذ تجارب على متفجرات شديدة الانفجار قابلة للتطبيق في الأسلحة النووية. تزامن ذلك مع تلويح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز مجدداً، بضرب المنشآت النووية الإيرانية، قائلاً إن «لدى الوكالة أدلة على أن الايرانيين في صدد تصنيع أسلحة نووية، على رغم إنكارهم ذلك». واعتبر أن «الوكالة سمحت لإيران بالاستفادة من عنصر الشك، وهذا التقرير، إذا نُشر، سيبدد كل الشكوك»، داعياً الى تعزيز العقوبات «الاقتصادية والنفطية» على طهران. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤولين اميركيين، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك اكتفيا، خلال الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا لتل أبيب، بالرد ب «عبارات مبهمة» على طلبه التعهد التنسيق مع واشنطن في أي عمل ضد ايران. في غضون ذلك، أعلن أندرو شابيرو، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية والعسكرية، ان الولاياتالمتحدة واسرائيل ستنظمان «أضخم» مناورات عسكرية في تاريخهما، يشارك فيها اكثر من 5 آلاف عسكري من الدولتين، وتشهد محاكاة لنظام الدفاع الصاروخي الاسرائيلي. في باريس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان «ايران تتصرف في شكل سيئ، والتقرير المقبل للوكالة الذرية سيشير الى ان برنامجها النووي يستهدف الإعداد لصنع قنبلة نووية، وهذا سيشكّل خطراً على كل المنطقة ويصل إلى أبعد منها». وقال: «فرضنا عقوبات لن نتوقف عن استكمالها، ويمكن ان نعززها. سنواصل السير في هذا الطريق، لأن تدخلاً عسكرياً يمكن ان يوجد وضعاً يزعزع استقرار المنطقة برمّتها. علينا أن نبذل كل جهد ممكن لتجنّب ما يتعذّر إصلاحه». وسُئل عن احتمال شنّ اسرائيل هجوماً على ايران، فأجاب: «آمل بألا نصل الى هذا الحد». وأشاد عضو «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية» في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني إسماعيل كوثري بموقف باريس الرافض لضرب المنشآت النووية الايرانية، معتبراً أن «القادة الفرنسيين يملكون قليلاً من الحكمة، مقارنة بالساسة الاسرائيليين». وقال: «يدرك الفرنسيون أن عواقب عدوان مشابه على ايران، لا تنحصر في الشرق الاوسط بل ستتعداه الى اماكن أخرى في العالم». أما رجل الدين البارز محمود علوي فرأى أن تهديدات إسرائيل «تأتي في إطار الاستهلاك المحلي»، مضيفاً: «ثمة فرق بين زئير الأسد وصراخ القط المحاصر في زاوية». وقال علوي، وهو عضو في «مجلس خبراء القيادة»: «إذا ارتكبوا خطأً مشابهاً، سيتلقون رداً مدمراً من ايران». واعتبر الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان حلف شمال الأطلسي «متعطش جداً لشنّ هجوم على ايران، والغرب حشد كل قواه لذلك». وقال: «نقترب من المواجهة الأخيرة التي لن تكون عسكرية بالضرورة، بل ربما سياسية. اذا لم نكن مستعدين (للمواجهة)، سنعاني بشدة بحيث نعود 500 سنة الى الوراء». الى ذلك، أعلن صالحي ان بلاده ستقاضي نواباً اميركيين دعوا الى اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري»، على خلفية اتهامه بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير.