تل أبيب، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلن المندوب الايراني لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية أن بلاده «لا تمانع دخول مفتشي الوكالة مواقع عسكرية، وتفقدها مجمع بارشين، شرط أن يكون ذلك في اطار برنامج واضح، بعد تسليم الأدلة والوثائق التي تستند إليها الوكالة لتفقد هذه المواقع». وقال ل«الحياة» إن نشاطات التفتيش تنقسم الي قسمين: الأولي الزيارات الدورية التي تواجه أي عراقيل، والثانية هي الأسئلة التي تستند الوكالة فيها الي اتهامات تسوقها الولاياتالمتحدة، «ونحن لا نمانع الإجابة على الأسئلة المكررة، ولكن لا يمكن تكرار حالات مشابهة، كما أن ذلك يستلزم وضع إطار جديد نستطيع العمل به، اذ يُعتبر خارج اطار القوانين الدولية التي تلتزم بها ايران، بما في ذلك معاهدة حظر الانتشار النووي». وأعرب عن استعداد بلاده ل«إزالة الغموض لدى الوكالة، بناءً علي حسن نية، ولكن من الضروري أن يكون ذلك في اطار واضح وشفاف»، لافتاً الى أن المحادثات مع الوكالة خلال الشهرين الماضيين نجحت في ازالة عقبات، ولكن ذلك لا يعني التوصل الي اتفاق كامل في شأن كل المسائل المطروحة. الى ذلك، أفادت وكالة «اسوشييتد برس» بأن ايران اقترحت على المؤتمر العام الذي تعقده الوكالة الذرية الشهر المقبل، وثيقة تطالب بإعادة تنظيم عمل الوكالة، اعتبرت «أسوشييتد برس» أن من شأنها إضعاف نفوذ الدول التي تتهمها بالسعي الى امتلاك سلاح نووي، ومنح حلفاء طهران مزيداً من السلطة. تقرير الوكالة اعتبرت ايران تقريراً أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن ملفها النووي، «سياسياً وتكراراً لاتهامات سابقة»، وأعلنت استعدادها للسماح لمفتشي الوكالة بدخول مواقع عسكرية، ولكن «في إطار برنامج عمل جديد»، فيما اتهمت تل ابيب واشنطن بتقويض التهديد العسكري لطهران. وكان تقرير الوكالة تحدث عن «نشاطات مكثفة» في مجمّع بارشين العسكري الإيراني الذي تشتبه الوكالة في تنفيذ اختبارات سرية فيه لصنع سلاح ذري، معتبرة أن تلك النشاطات «ستعرقل في شكل كبير قدرة الوكالة على إجراء عملية تحقّق فاعلة». وورد في التقرير أن طهران ضاعفت عدد أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، في منشأة فردو المحصنة قرب مدينة قم. وقال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي: «لا أساس تقنياً لتصريحات مشابهة، ويعرف الخبراء انها مجرد حجج وانه لا يمكن تنظيف موقع بارشين». وقال الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني نقوي حسيني ان تقرير الوكالة «ليس سوى تكرار لاتهامات سابقة ولا يتضمن أي عنصر جديد»، فيما رأى زميله النائب كاظم جلالي أن «نشر هذا التقرير فيما تُعقد قمة عدم الانحياز في إيران، لا يعني أكثر من مجرد أنه خطوة سياسية هدفها التغطية على الاجتماع في طهران». سجال إسرائيلي - أميركي واعتبر مسؤول اسرائيلي أن تقرير الوكالة الذرية «يعزّز ما يقوله (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو منذ سنوات» عن خطورة البرنامج النووي الايراني، ويؤكد أن «هذا البرنامج مصمم لصنع سلاح ذري»، فيما رأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن ايران «لم تغيّر مواقفها البتة، ويجب تشديد العقوبات عليها». وأوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن نتانياهو والسفير الأميركي في تل أبيب دانيال شابيرو خاضا سجالاً «غاضباً ويُعتبر سابقة» في شأن ايران. ونقلت عن مصدر حضر اللقاء الذي شارك فيه رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي مايكل روجرز قبل أيام، ان نتانياهو قال: «بدل ممارسة ضغط مؤثر على إيران، يمارس (الرئيس الأميركي باراك) أوباما ومستشاروه ضغوطاً علينا كي لا نشنّ هجوماً على المنشآت النووية». وردّ شابيرو متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي ب«تشويه موقف أوباما»، مكرراً تعهد الأخير عدم السماح بامتلاك طهران سلاحاً نووياً، وأن كلّ الخيارات على الطاولة. الى ذلك، جدد رئيس أركان الجيوش الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي تأكيده أن أي ضربة إسرائيلية لايران، ستؤخر برنامجها النووي، ولن تدمّره. ونقلت صحيفتا «ذي غارديان» و»ذي إندبندت» البريطانيتان عن ديمبسي قوله خلال زيارة للندن: «ستكون (لأي هجوم) عواقب خطرة على المنطقة، ونتائج عكسية ولن يضمن وقف الطموحات النووية» لطهران. ولفت الى انه «ليس مطلعاً» على ما يخطط له الاسرائيليون في شأن ايران، مضيفاً: «لم أطلب من تل أبيب إبلاغاً مسبقاً بأي هجوم، اذ لا أريد أن أكون متواطئاً إن آثرت (إسرائيل) أن تفعل ذلك، ومسؤولاً في أي شكل عن مضاعفاته». وزاد: «لا يمكن تجنب ذلك، إن هوجمت إيران في وقت مبكر». لكن موشيه يعلون نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي تحدث عن إحساس ايران بأنها لا تواجه تهديداً عسكرياً حقيقياً، مضيفاً: «لدينا تبادل لوجهات النظر، بما في ذلك مع أصدقائنا في الولاياتالمتحدة المسؤولين جزئياً عن هذا الشعور في إيران». وزاد: «ثمة شقوق كثيرة في الحلقة المحكمة على إيران، وننتقد ذلك». وأوردت صحيفة «هآرتس» ان المستشارة الالمانية انغيلا مركل أجرت اتصالاً مع نتانياهو قبل 10 ايام، و»حاولت ان تنقل له رسالة واضحة عن معارضتها لعملية عسكرية اسرائيلية» ضد ايران، معربة عن «قلقها من عواقب هجوم مشابه، ليس بالنسبة الى الاستقرار في الشرق الاوسط فقط، بل ايضاً في الاتحاد الأوروبي».