طهران، تل أبيب، جنيف – أ ب، رويترز، أ ف ب - لوّحت إيران أمس، ب «قدرات سرية تحتفظ بها»، تمكّنها من مواجهة تعرُّض منشآتها النووية لهجوم، فيما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن امتلاكها قنبلة ذرية «سيخنق» الاقتصاد العالمي. واعتبر وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي أن «أميركا تدرك جيداً أنها ستكون المتضرّر الأبرز، إذا خاضت أي جهة حرباً مع إيران، إذ أعلنا أننا سندافع عن مصالحنا بكل ما أوتينا من قوة». وزاد: «إيران لم تكشف كل قدراتها، ولديها أوراق سرية تحتفظ بها للأيام الصعبة». في جنيف، توقّع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي «مواصلة الحوار الذي بدأ» مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال: «ثمة خلافات على صوغ إطار أولي يمهّد لوضع خريطة طريق جديدة تحدد طريق المضي قدماً. نحن متفائلون بأن الاجتماعات المقبلة بين الوفد البارز للوكالة الذرية وإيران، ستمضي في الاتجاه الصحيح». واتهم صالحي الذي كان يتحدّث أمام مؤتمر لنزع السلاح، الغرب بازدواجية المعايير، قائلاً: «ثمة خياران للتعامل مع البرنامج النووي السلمي لإيران: الأول التعامل والتعاون والتواصل، والثاني المواجهة والنزاع. إيران واثقة من الطابع السلمي لبرنامجها، وتمسّكت دوماً بالخيار الأول. وحين يتعلق الأمر بحقوقنا ذات الصلة والتزاماتنا، موقفنا الدائم هو أن إيران لا تسعى إلى مواجهة، ولا تريد شيئاً غير حقوقها المشروعة التي لا تُمسّ». وذكّر بأن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أفتى ب «تحريم امتلاك سلاح نووي». في غضون ذلك، قال نتانياهو: «على الجميع أن يفهم أننا إذا كنا قلقين الآن من أسعار النفط المرتفعة، سنكون قلقين في شكل أكبر إذا سيطرت إيران على مراكز الطاقة في الخليج». وأضاف: «ستكون إيران قادرة على فرض أسعار أعلى للنفط، وبذلك تخنق الاقتصاد العالمي». وخلال برنامج تلفزيوني لمناسبة الذكرى العشرين لوفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مناحيم بيغن، سُئل نتانياهو عن قرار بيغن تدمير المفاعل النووي العراقي (تموز) عام 1981، فأجاب: «قادة دولة إسرائيل لا يضمنون فقط أمن دولتهم ومواطنيها، ولكن أيضاً أسس وجود البلاد». إلى ذلك، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول في الاستخبارات الأميركية إن نتانياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أبلغا جميع المسؤولين السياسيين والعسكريين الأميركيين الذين زاروا الدولة العبرية أخيراً، أن تل أبيب لن تطلع واشنطن على قرار محتمل بشنّ هجوم على طهران، لتجنّب تحميل الولاياتالمتحدة مسؤولية الهجوم. لكن الوكالة اعتبرت أن هذا القرار قد يأتي بسبب إحباط لدى إسرائيل من نهج البيت الأبيض، إذ اقتنع قادتها، بعد استقبالهم أخيراً مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون، بأن الولاياتالمتحدة لن تنفّذ عملاً عسكرياً ضد إيران، أو توافق على ضربة إسرائيلية لها. واستنتجت إسرائيل بأن عليها أن تشنّ الهجوم بمفردها، وهذا ما سيُناقش خلال زيارات مسؤوليها إلى واشنطن، وبينهم نتانياهو وباراك. في السياق ذاته، نقلت صحيفة «هآرتس» عن أنتوني بلينكن، مستشار الأمن القومي لدى جوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، إن سياسة واشنطن مع طهران تستهدف «شراء وقت»، مشيراً إلى أن إسرائيل تعتبر إيران «تهديداً وجودياً»، فيما ترى الولاياتالمتحدة أنها تشكّل «تهديداً مباشراً وجدياً» على أمنها. لكنه استدرك أن «على إسرائيل اتخاذ قراراتها. لا نملي على حلفائنا وشركائنا، ما عليهم فعله حين يتعلق الأمر بمصلحتهم القومية». وذكّر بلينكن بتصميم الرئيس باراك أوباما على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، معتبراً أن «لا رئيس (أميركياً) فعل بمقدار ما فعله لإسرائيل ولأمنها». لكنه حذر من أن إيران تستفيد من «قرع طبول الحرب» ضدها. وأكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف أن «سياسياً واحداً في روسيا، لا يرغب في امتلاك إيران سلاحاً نووياً». وقال بعد لقائه مسؤولين إسرائيليين: «موقف شركائنا الإسرائيليين يختلف عن موقفنا في هذه المسألة، إذ ثمة خلافات هائلة في شأن سبل التعاطي مع إيران. لكننا أدركنا بعد سنوات، أننا لا نتحوّل أعداءً، حتى إذا حدث تباين في وجهات النظر، بل نواصل مناقشة كلّ القضايا، انطلاقاً من مبدأ الشراكة الاستراتيجية».