أطلق رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين حملته للفوز بمقعد الرئاسة في الانتخابات المقررة ربيع العام المقبل، بالإعلان عن نيته الامتناع عن الزيارات الخارجية وتركيز نشاطه على الداخل الروسي. وقال أمس، السكرتير الصحافي لبوتين ديمتري بيسكوف إن رئيس الوزراء «سيجمد كل النشاطات المتعلقة بالقيام بزيارات خارجية حتى آذار (مارس) المقبل» موعد انتخابات الرئاسة، وأوضح أن بوتين ينوي «توجيه جهوده نحو الشؤون الداخلية في البلاد». وعلى رغم أن بوتين لم يعلن بعد، عن ترشيح نفسه رسمياً لكن تصريح بيسكوف دل إلى انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية في شكل عملي، ما يعني أن رئيس الوزراء ينوي القيام بجولات واسعة في الأقاليم الروسية لضمان أوسع التفاف حوله، في إطار استعداداته للعودة إلى الكرملين رئيساً للبلاد في ولاية ستكون الثالثة له بعدما تولى المنصب بين عامي 2000و2008. وتشير استطلاعات الرأي الحديثة إلى عدم وجود منافسين جديين لبوتين في السباق الذي باتت نتائجه محسومة منذ أن أعلن الرئيس ديمتري مدفيديف عن ترشيح بوتين لمقعد الرئاسة في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي. اللافت أن المراقبين ووسائل الإعلام الروسية باتت تتعامل مع بوتين منذ ذلك الحين باعتباره الرئيس الفعلي الذي يقود البلاد. لكن مقربين من بوتين أكدوا عزمه خوض «معركة انتخابية قوية» في إشارة إلى حرص الرجل القوي الذي تطلق عليه تسمية «زعيم الأمة» دخول الكرملين مجدداً برصيد شعبي لا يقل عما حازه في سنوات سابقة. علماً أن الاستطلاعات منحته أكثر من ستين في المئة من أصوات الناخبين، في حين كان رصيده خلال ولايته الثانية يتجاوز 70 في المئة بقليل. وعزا مراقبون الجهود التي أطلقها فريق بوتين أخيراً، إلى تنامي المخاوف من عزوف الروس عن الإقبال على صناديق الاقتراع بسبب توقع النتائج سلفاً أو بسبب حال الإحباط التي أصابت قطاعات من الروس بعد إعلان ثنائي الحكم في روسيا عزمهما على تبادل دوريهما. ويتوقع خبراء أن تكون إقامة بوتين في الكرملين هذه المرة طويلة وتمتد لولايتين متتاليتين تبلغ مدتهما 12 سنة، علماً أن مجلس الدوما (البرلمان) الروسي كان أقر قبل عامين تعديلاً دستورياً زاد مدة الولاية الرئاسية من أربع إلى ست سنوات.