دعا «تيار بناء الدولة» إلى فتح مكتب دائم لوفد المبادرة العربية في دمشق لمتابعة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، فيما أعدت «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة مذكرة بموقفها لإرساله الى الامانة العامة للجامعة العربية، ذلك بعدما اكدت قوى اخرى في معارضة الداخل على رفض اي تدخل خارجي ووجوب ان يكون الحوار الوطني في سورية. ويتوقع ان تقوم اللجنة الوزارية العربية برئاسة قطر ومشاركة وزراء خارجية الجزائر والسودان ومصر وعمان والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بزيارة الى دمشق اليوم، علماً ان الامانة العامة للجامعة اعلنت ان الزيارة تقتصر على لقاء المسؤولين الرسميين مع استبعادها لقاءات مع المعارضة. ويتوقع ان تجري مسيرة حاشدة اليوم في وسط العاصمة، وأن تجري مسيرة اخرى في مدينة اللاذقية يوم غد (الخميس) دعما للاصلاح وشكراً للصين وروسيا على موقفيهما الاخير في مجلس الامن. وعلم ان نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد سيزور العاصمة الروسية يوم غد، ضمن سلسلة زيارات اجراها الى عدد من الدول. وكان «تيار بناء الدولة» الذي اسسه عدد من المعارضين والمستقلين بينهم لؤي حسين ومنى غانم اصدر امس بياناً، تضمن «الترحيب» بمبادرة الجامعة العربية والوفد الوزاري ويؤكد «على أن مشروع الحوار الذي تهدف إليه المبادرة لا يمكن القبول به إذا كان مجرد نقاش وتبادل وجهات النظر فحسب، كما تطرحه السلطة السورية دوما. فلا بد أن يكون تفاوضاً مسؤولاً بين السلطة وقوى المعارضة ليس كممثلة عن الحراك التظاهري والاحتجاجي بل كمعبّرة عنه»، داعياً الى البحث في «الترتيبات السياسية الكفيلة بالخروج بالبلاد من المأزق». وتابع البيان:»نرى ضرورة إيجاد مكتب دائم لوفد المبادرة العربية لمتابعة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وأن يكون لهذا المكتب حرية التنقل والتواجد في كافة المناطق السورية». في المقابل، علم ان «هيئة التنسيق» طلبت من سفارات الدول الاعضاء في اللجنة ترتيب عقد لقاء اعضاء الوفد خلال زيارته. وقال المنسق العام ل»هيئة التنسيق» حسن عبدالعظيم انه في حال لم يحصل اللقاء فان «الهيئة» ستبعث مذكرة الى الامانة العامة للجامعة تتضمن «تصورنا لطبيعة الازمة الوطنية وابعادها واسبابها ووسائل حلها». وكانت «الهيئة» اعلنت في بيان صدر اول من امس ان «ترحيبها بمساعي الجامعة العربية يستند أساساً على الأهداف المعلنة فيها وأولها أهمها وقف فوري للعنف والقتل والاعتقالات، وأنها ترى في هذا إلى جانب الإقرار بفشل الحل الأمني العسكري وسحب الجيش وقوى الأجهزة ووقف الاعتقالات وإطلاق سراح جميع الموقوفين، مقدمات لاغنى ولا بديل عنها لأي حل سياسي، كما تؤكد أن لا معنى للحديث عن مثل ذلك الحل من دون توافرها». الى ذلك، اطلقت مجموعة من الشخصيات السورية والناشطين المستقلين في دمشق امس، حركة سياسية واجتماعية شبابية بعنوان «سورية الوطن» عبارة عن «تنظيم سياسي اجتماعي وطني ينطلق من الولاء لسورية ارضاً وشعباً ويدافع عن السيادة الوطنية ضد أي مساس». وقالت رئيسة الحركة مجد الطباع أن «دم السوري على السوري حرام». وزادت :»قد نختلف في الاهداف او في اللغة او في الوسيلة قد نختلف في اعتقاداتنا وانتماءتنا الصغيرة، لكننا نبقى سوريين وسوريات يجمعنا وطن واحد لا محل فيه لنقاش حول استقلاله وسيادته ولاوحدة ترابه». واشارت الطباع في كلمة لها في المؤتمر الصحافي الذي عقدته مع المؤسسين لاطلاق الحركة وحضره الفنان دريد لحام ورئيس «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» قدري جميل، الى ان الحركة ترى «فسحة امل واسعة في حقيقة انها لا تطلق اليوم من خلف مكتب بل هي تعبير عن الشابات والشباب الذين امضوا شهوراً في صراع مع انفسهم ومع غيرهم المختلف عنهم حتى وصلنا الى هذه القاعدة المشتركة الاساسية والمبدئية :سورية وطن للجميع لا يحق لأحد إقصاء غيره ما لم يمارس العنف او يتبناه». ولخصت الطباع اهداف الحركة التي يبلغ عدد مؤسسيها 50 ومشتركيها 650 حتى الان، بأحد عشر بنداً بينها «التأكيد على ان وحدة التراب والشعب السوري والسلم الاهلي خطوط حمر لا يجوز المساس به، وان الحل الجذري للأزمة سياسي واقتصادي واجتماعي ورفض عسكرة المجتمع ورفض كل اشكال التدخل الخارجي والعمل الفوري للإعداد لعقد مؤتمر وطني والافراج عن كافة المعتقلين ممن لم يثبت تورطهم بحمل السلاح». واطلق رجل الاعمال زاهر سعد الدين صفحة على «فايسبوك» لتأسيس «حزب التنمية السوري» وفق قانون الاحزاب الجديد. وافاد ان الحزب «ينطلق من بلادنا الغالية سورية وهي تعيش أزمة تاريخية سياسية نأمل ان تتحول بارادة وجهود العقلاء والمخلصين من ابنائها الى استحقاق تاريخي في التغيير والانتقال من شرعية سياسية قائمة في الحاضر وهي في جوهرها تنتمي الى الماضي الى شرعية دستورية برلمانية تعتمد على الارادة الحرة. فشعبنا السوري بتكوينه الثقافي الاجتماعي التاريخي هو من اكثر الشعوب قابلية للتوافق والاجماع حول ثوابته الوطنية والقومية والانسانية».