توجه وفد عراقي حكومي رفيع أمس إلى القاهرة بعد «محادثات إيجابية» أجراها مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق تناولت مبادرة عراقية لحل الأزمة السورية، فيما تحفظت كتلتا «القائمة العراقية» و «التحالف الكردستاني» عن خطوات الحكومة وكتلة «التحالف الوطني» إزاء الازمة السورية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض قوله من دمشق: «نتوجه إلى القاهرة بعد أن أجرينا محادثات إيجابية مع الرئيس الأسد في سورية». وذكر أن زيارة القاهرة ستكون للاجتماع بمسؤولين في الجامعة العربية بهدف مناقشة المبادرة العراقية لحل الأزمة في سورية. وأشار إلى أن الوفد عرض خلال المحادثات في سورية «موقف العراق بإيجاد حلول سلمية تحفظ طموحات الشعب السوري بالتغيير الديموقراطي بعيداً من التدخل الخارجي والفتنة الطائفية». وأكد مصدر حكومي رفيع ضمن الوفد ل «الحياة» ان «الفياض كلّف من قبل رئيس الحكومة نوري المالكي بطرح المبادرة على الرئيس السوري لمعرفة موقفه ومن ثم طرح المبادرة على المعارضة السورية». وأشار إلى أن «العراق يعمل باتجاهين، الأول حكومي رسمي يقوم الآن بالتحاور مع الحكومة السورية في شأن المبادرة، والثاني يمثل شخصيات برلمانية حكومية تقوم بإجراء اتصالات مع المجلس الوطني السوري لزيارة بغداد ومناقشة المبادرة التي لن نكشف عن تفاصيلها حتى قبول الطرفين بها». وأوضح أن «الوفد العراقي يتألف في غالبيته من أعضاء كتلة «التحالف الوطني» الشيعي. وأكد أن «جامعة الدول العربية رحبت بالمبادرة العراقية كونها تساعد على تنفيذ قرارات الجامعة الأخيرة إزاء سورية». وكان المالكي أعلن مساء أول من أمس فور عودته من واشنطن أن «العراق سيرسل وفداً إلى سورية لطرح مبادرة عراقية تهدف إلى فتح حوار بين المعارضة والحكومة السورية للوصول إلى نتائج مرضية للجانبين». وقال القيادي في «ائتلاف دولة القانون» الذي يقوده المالكي النائب علي الشلاه ل «الحياة» إن «العراق وجّه دعوة إلى المعارضة السورية المتمثلة في المجلس الوطني السوري للقدوم إلى بغداد للحوار معها في شأن الأحداث الجارية وإيجاد حلول سلمية للأزمة». ورأى أن «العقوبات الاقتصادية على سورية لن تضر بالنظام بل ستضر الشعب السوري، ولنا تجربة مماثلة في العراق». وكشف أن «العراق أجرى اتصالات مع الحكومتين السورية والمصرية والجامعة العربية لدعم المبادرة». إلى ذلك، قلل القيادي في «الحزب الديموقراطي الكردستاني» عبدالسلام برواري في اتصال مع «الحياة» أمس من جدوى المبادرة العراقية. وقال إن «المعارضة السورية تريد أن تسمع مؤيدين لهدفها في إسقاط النظام، وليس التحاور معه». وأكد توجيه دعوة عراقية إلى «المجلس الوطني السوري»، مرجحاً عدم تفاعل المعارضة معها، «وفي حال موافقتهم على القدوم الى بغداد، فإنهم سيطرحون وجهة نظرهم لا غير». وتقف حكومة إقليم كردستان الى جانب المحتجين في سورية وتنتقد في شدة إجراءات الحكومة السورية ضدهم، كما تنتقد موقف الحكومة الاتحادية في بغداد إزاء الأزمة. وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني زعيم «الحزب الديموقراطي الكردستاني» عقد لقاءات مع أعضاء المجلس الوطني الكردي السوري الذي يمثل 11 حزباً وتنظيماً سياسياً لأكراد سورية تأييداً لحركة الاحتجاجات في سورية. وقال الناطق باسم كتلة «العراقية» حيدر الملا إن مبادرة الحكومة لا تخضع لتوافق الكتل السياسية والبرلمانية. ولفت إلى أن «الحكومة أو كتلة التحالف الوطني لم تطلب عقد اجتماع أو جلسة برلمانية لمناقشة المبادرة العراقية مع الجميع». وأضاف ل «الحياة» أن «المبادرة إذا نالت موافقة الجامعة العربية، فإننا نرحب بها، ما دامت تدعو حكومة بشار الأسد إلى احترام شعبه وقرارات الجامعة العربية».