سيدني - رويترز - أفادت الشرطة ومحتجون في أستراليا أمس بأن الشرطة فككت مخيم احتجاج لحركة مستوحاة من حركة «احتلال وول ستريت» الأميركية، في عملية أمنية تمت في الصباح الباكر، كما اعتقلت الشرطة لعشرات من المعتصمين. واستمرت حركة «احتلال سيدني»، وهي مناوئة لجشع الشركات والتفاوت الاقتصادي في حيّ الأعمال مارتن بليس، منذ أسبوع مع اعتصام مجموعة صغيرة في الساحة، على رغم مصادرة المتعلقات التي تعينهم على الاعتصام، كألواح شمسية لشحن هواتفهم الخليوية. وجاءت هذه المداهمة التي قام بها نحو 100 شرطي بعد يومين من تفريق الشرطة في ملبورن تظاهرة موازية، في مشاهد اتسمت بالعنف. وأعلنت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز أنها اعتقلت 40 شخصاً في سيدني، ويتوقع توجيه اتهامات إلى بعض المتظاهرين بارتكاب جرائم، بما في ذلك الاعتداء على الشرطة. وأظهرت لقطات فيديو التقطها متظاهرون ووضعوها على موقعهم على الإنترنت، قطعة من الأرض مليئة بالقمامة، وتحرّك الشرطة في جنح الظلام. وقال ناطق باسم الاحتجاج الذي قدم نفسه باسم تيم ديفيز فرانك، إن نحو 70 شخصاً كانوا في المنطقة عندما بدأت مداهمة الشرطة الساعة الخامسة صباحاً تقريباً بالتوقيت المحلي، ومنهم مشردون كانوا انضموا إلى المتظاهرين. وأكدت الشرطة أن المتظاهرين امتلكوا بداية تصريحاً للاحتجاج لمدة ساعتين، لكن احتجاجهم استمر أكثر من أسبوع وتجاهلوا مراراً طلبات لتفريق الاحتجاج. وتابعت في بيان «أن إنذاراً نهائياً وجِّه للمحتجين لمغادرة مارتن بليس هذا الصباح، قبل دخول الشرطة المنطقة وإخلائها المكان». وعلى رغم أن هذه الحركة مستوحاة من حركة «احتلال وول ستريت»، فإن الاحتجاجات لم تجتذب في صفة عامة سوى مئات الأشخاص معظمهم من جماعات يسارية. وتجاوز الاقتصاد الأسترالي الأزمة الاقتصادية العالمية في شكل أفضل من معظم الدول المتطوّرة، بفضل الموارد الطبيعية للبلاد وصادراتها، ما جعل نسبة البطالة منخفضة. مخيم لندن وفي لندن، أقام محتجون مناهضون للرأسمالية مخيماً ثانياً في حيّ المال في لندن أول من أمس، بعدما أدى المخيم الأول لهم إلى إغلاق كاتدرائية سان بول قبل أسبوع، لكن المجموعة الأولى من الخيم خارج الكاتدرائية لم يقل عددها. والمكان الجديد هو ميدان فينسبري، وهو إحدى المساحات الخضراء المفتوحة القليلة في حيّ المال المزدحم. وكان المحتجون نصبوا خيمهم خارج الكاتدرائية، بعدما أحبطت الشرطة محاولاتهم احتلال الميدان المجاور لبورصة لندن مطلع الأسبوع. وأغلقت السلطات الدينية الكاتدرائية التي تعود إلى القرن السابع عشر أمام الزوار الجمعة، للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن مواقد المخيم تثير خطر اندلاع حرائق وأن الخيم حدّت من القدرة على الوصول إلى المبنى. وقال محتجون وهم جزء من حركة «احتلوا لندن» إن ما بين 200 و300 شخص انضموا إلى المخيم الثاني، ويُتوقع أن يمكثوا لبعض الوقت. ولم يتسنَّ الاتصال بأحد في شرطة بلدية لندن للتعقيب، كما لم يتسنَّ الاتصال بأحد من مجلس إيسلنغتون، وهو السلطة المحلية المسؤولة عن الميدان. والحركة واحدة من حركات كثيرة في أوروبا استلهمت احتجاجات نيويورك التي تهاجم النظام المالي العالمي، وتطالب بمزيد من المساواة في توزيع الثروة. ويقول محتجون بريطانيون إنهم غاضبون من سياسات الحكومة في خفض الإنفاق وارتفاع الضرائب وإصلاح قطاع الصحّة العامة وارتفاع مصاريف الدراسة لطلاب الجامعات.