تحولت ساحات وميادين مدن كبرى في العالم إلى ساحات صراع بعدما صدرت أوامر بإخلاء الأماكن التي يحتلها المحتجون على سيطرة الاقتصاديين الجشعين على موارد العالم وتأثيرهم الكبير على السياسات الدولية، وبعد أن ألقت الشرطة في مدينة نيويوركالأمريكية أمس الأول القبض على العشرات من متظاهري وول ستريت خلال اشتباكات أعقبت إغلاق أحد متنزهات مانهاتن السفلى، حيث كانوا ينظمون تظاهراتهم احتجاجا على جشع وفساد المؤسسات الأمريكية. وفي لندن نجحت السلطات البلدية في استصدار طلب لإخلاء مخيم يقيم فيه مناوئون للرأسمالية، بينما في باريس حاولت الشرطة الفرنسية تفكيك مخيم جماعة الساخطين في منطقة لاديفنس الباريسية. وأصبح متنزه زوكوتي في نيويورك خاويا من الخيام بعد أن بدأت الشرطة حملة غير معلنة عنها قبيل الفجر وطردت الحشود، وأزالت الخيام وأكياس النوم والمتعلقات الشخصية الخاصة بالمحتجين الذين يخيمون هناك منذ ال17 من سبتمبر الماضي. واندلعت بعض أحداث العنف خلال حملة الشرطة، وكتب المراسلون المحليون في مدوناتهم عبر موقع «تويتر» أنهم لاحظوا أن الشرطة استخدمت رشاشات الفلفل الحار وجذبت المتظاهرين عنوة. فيما أثارت احتجاجات وول ستريت في نيويورك حركات احتجاجية مشابهة في عشرات المدن الأمريكية وفي بقاع أخرى من العالم. نجح المحتجون في استصدار أمر وقف قضائي من إحدى المحاكم الأمريكية. غير أن مجلس بلدية المدينة أراد إيضاحات قبل السماح للمتظاهرين بالعودة إلى المتنزه المملوك لإحدى شركات العقار، لكن دون خيامهم أو أكياس النوم. وتحرك المتظاهرون في مجموعات صغيرة لمتنزه في الحي الصيني ومتنزه آخر في الجانب الغربي من جزيرة مانهاتن-الجانب المتاخم لنيوجيرسي. فيما عاد آخرون لمتنزه زوكوتي لكن لم يسمح لهم بالدخول. وفي لندن تلقى محتجون مناوئون للرأسمالية يقيمون منذ شهر في خيام خارج كاتدرائية القديس بول طلبا بإخلاء المخيم. وأصدر المجلس البلدي لمدينة لندن إشعارا بالإخلاء جاء فيه أنه يتعين إزالة الخيام المقامة على الطريق السريع العام حول الكاتدرائية بحلول مساء اليوم. وذكر المجلس أنه في حال عدم إزالة الخيام، فإنه سوف يتم رفع دعوى قضائية أمام المحكمة العليا. وجاءت خطوة سلطات مدينة لندن التي تملك بعض الأراضي حول الكاتدرائية بعد 24 ساعة فقط من قيام شرطة نيويورك بإخلاء مخيم حركة «احتلوا وول ستريت». واستقر محتجو مجموعة احتلوا لندن خارج الكاتدرائية في يوم 15 أكتوبر الماضي أثناء مظاهرات عالمية لمساندة الحركة التي انطلقت في نيويورك. بينما في باريس ذكرت تقارير إعلامية محلية أن الشرطة الفرنسية حاولت تفكيك معسكر احتجاج في منطقة لاديفنس التجارية في باريس. وكانت مجموعة من عشرات النشطاء من حركة «الساخطين» الفرنسية قد أقامت معسكرا في منطقة لاديفنس خلال الأيام ال10 الماضية. ودهم نحو 100 رجل شرطة وأفراد قوات الدرك الليلة قبل الماضية المعسكر وصادروا أغطية بلاستيكية وصناديق من الكرتون ولافتات خاصة بالمحتجين، وفقا لما ذكرته قناة «تي.إف.1» التليفزيونية. وذكر التقرير أنه كان هناك نحو 100 شخص في المعسكر وقت المداهمة وأن المحتجين بدؤوا إعادة بناء المعسكر